responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 250
على ما قال ودعوا له، وفصلوا له المصالح من الوقف، فقال نور الدين: إن أهم المصالح سد ثغور المسلمين وبناء السور المحيط بدمشق والفضيل والخندق لصيانة المسلمين وحريمهم وأموالهم ثم سألهم عن فواضل الأوقاف هل يجوز صرفها في عمارة الأسوار وعمل الخندق للمصلحة المتوجهة للمسلمين [1] فأفتى شرف الدين المالكي بجواز ذلك ومنهم من روّى في مهلة النظر، وقال الشيخ ابن عصرون الشافعي: لا يجوز أن يصرف وقف مسجد إلى غيره، ولا وقف معين إلى جهة غير تلك الجهة، وإذا لم يكن بد من ذلك فليس طريقه إلا أن يقترضه من إليه الأمر من بيت مال المسلمين فيصرفه في المصالح ويكون القضاء واجباً من بيت المال، فوافقه الأئمة الحاضرون معه على ذلك.
ثم سأل ابن أبي عصرون نور الدين: هل أنفق شيء قبل اليوم على سور دمشق وعلى بناء (بعض) العمارات المتعلقة بالجامع المعمور بغير إذن مولانا؟ وهل كان إلا مبلغاً للأمر في عمل ذلك؟ فقال نور الدين: لم ينفق ذلك ولا شيء منه إلا بإذني وأنا أمرت به [2].

2 - مجالس متخصصة: كان مجلسه ندوة كبيرة يجتمع إليها العلماء والفقهاء للبحث والنظر [3]، ولم تكن المناظرات التي شهدتها مجالسه تزجية للوقت وتخريجاً نظرياً للفروع على الأصول وترفاً فكرياً .. إنما كانت نشاطاً جاداً من أجل مجابهة المشاكل والتجارب المتجددة المتغيرة؛ بالحلول المستمدة من شريعة الإسلام وفقهما الواسع الكبير، ما دام الرجل يسعى إلى إعادة صياغة الحياة في ميادينها كافة وعلى مدى مساحاتها بما ينسجم وعقيدة الإسلام ورؤياه لموقع الإنسان في العالم ... ومن ثم فإن ندوات كهذه أشبه بمجالس أو (لجان برلمانية) متخصصة تجتمع بين الحين والحين لحلّ مشكلة ما أو استعداد تشريع أو إقرار قانون ونحن نذكر هنا ذلك الاجتماع الموسّع الذي مّر ذكره مع حشد من العلماء الذين اختيروا لكي يمثلوا المذاهب الفقهية كافة من أجل النظر في عدد من قضايا الوقف والمصالح العامة [4] وقد شبه ابن الأثير مجلسه بمجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلس حلم وحياء، لا تؤبن فيه الحرم ولا يذكر فيه إلا العلم والدين وأحوال الصالحين، والمشورة في أمر الجهاد وقصد بلاد العدو، ولا يتعدى هذا [5] ... وإلى روايته الأخرى التي يتحدث فيها عن قيام نورالدين باستحضار عدد من الفقهاء واستفتائهم في أخذ ما

[1] كتاب الروضتين (نقلاً عن نور الدين محمود ص 81).
[2] المصدر نفسه ص 82.
[3] الباهر ص 171 - 173، نور الدين محمود ص 133.
[4] نورالدين محمود ص 133.
[5] الباهر ص 173 نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 133.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست