اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 224
المستقيم [1]. ولذلك حرص الملك العادل على بناء دولة العقيدة على أصول منهج أهل السنة والجماعة.
ثالثاً: العدل في دولة نور الدين محمود زنكي:
إن من أهداف الحكم الإسلامي الحرص على إقامة قواعد النظام الإسلامي التي تساهم في إقامة المجتمع المسلم ومن أهم هذه القواعد العدل قال تعالى " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " (النحل: 90). وأمر الله بفعل كما هو معلوم يقتضي وجوبه وقال تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " (النساء، آية: 58).
وقال تعالى: " يا أيها الذين ءامنوا كونوا قّوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تَتَّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً " (النساء: 135).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس يوم القيامة عذاباً إمام جائر [2] والعدل أساس الحكم [3]، وإقامته بين الناس في الدين الإسلامي تعدُّ من أقدس الواجبات، وأهمَّها، وقد اجتمعت الأمة على وجوب العدل [4]، ولقد كان نور الدين محمود زنكي قدوة في عدله، أسر القلوب، وبهر العقول، فقد كانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحاً منقطع النظير، حتى اقترن اسمه بالعدل وسمي بالملك العادل، وكان من أسباب نصر الله لهذا الملك العادل على الباطنية، والصليبيين إقامته للعدل في الرعية وإيصال الحقوق إلى أهلها، فالعدل في الرعية وانصاف المظلوم يبعث في الأمة العزة والكرامة ويولد جيلاً محارباً وأمة تحررت إرادتها بدفع الظلم عنها، رعية تحب حكامها وتطيعهم، لأنهم أقاموا العدل على أنفسهم وأقاموا العدل على غيرهم وأما الظلم فهو ظلمات في الدينا والآخرة وهو يؤذن بزوال الدول وقد حرم الله الظلم على نفسه فقد قال في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا [5]. وقال تعالى: " احشروا الذين ظلموا وأزواجهم " (الصافات: 22) وقال تعالى: [1] حلية الأولياء (1/ 379). [2] الجامع الصغير للسيوطي رقم الحديث 1050 حديث حسن [3] معوقات الجهاد في العصر الحاضر (1/ 481). [4] فقه التمكين في القرآن الكريم للصَّلابَّي ص 455. [5] مختصر صحيح مسلم للمنذري رقم 1828.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 224