اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 22
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
ظهور عماد الدين زنكي على مسرح الأحداث
المبحث الأول: أصول الأسرة الزنكية:
ينتمي عماد الدين بن آق سنقر بن عبد الله آل ترغان إلى قبائل (السبا يو) التركمانية وقد حظي والده أبو سعيد آق سنقر الملقب بقسيم الدولة، والمعروف بالحاجب [1]، باهتمام المؤرخين بسبب الدور الذي لعبه على مسرح الأحداث السياسية والعسكرية للدولة السلجوقية [2]، وكان آق سنقر من أصحاب السلطان ملكشاه الأول و أترابه [3]، وقيل إنه كان لصيقه، ومن أخصَّ أصدقائه [4]، فقد نشأ الرجلان وترعرعاً معاً، ولما تسلم ملكشاه الحكم عينه حاجباً له، وحظي عنده فكان من المقرّبين وأنسن إليه، ووثق به حتى أفضى إليه بأسراره، واعتمد عليه في مهماته، فكان أبرز قادته [5].
أولاً: مكانة آق سنقر عند السلطان ملكشاه:
من أقوى الدلائل على الحظوة التي حازها آق سُنقُر عند السلطان، منحه لقب "قسيم الدولة"، وهذا يعني الشريك، وكانت الألقاب في تلك الآونة مصونة لا تعُطى إلا لمستحقيها [6]، ويبدو أنه قاسم ملكشاه شؤون الحكم والإدارة، بالإضافة إلى ذلك، فإن آق سُنْقُر كان يقف إلى يمين سدة السلطنة ولا يتقدمه أحد، وصار ذلك أيضاً لعقبه من بعده [7].
والراجح أن منح آق سُنقُر هذه اللقب يعود إلى ثلاثة أسباب:
1 - محبة السلطان ملكشاه له ودعمه أياه.
2 - انتسابه إلى قبيلة تركية لها مكانتها وأهميتها بين القبائل السلجوقية الحاكمة، وأنه كان ذا مكانة رفيعة فيها. [1] وفيات الأعيان (1/ 217،218)، عماد الدين زنكي د. عماد الدين. [2] عماد الدين زنكي، د. عماد الدين خليل ص 31. [3] التاريخ الباهر في الدول الأتابكية بالموصل ص 4. [4] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، د. محمد طقوش. [5] التاريخ الباهر ص 4. [6] المصدر نفسه نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 43. [7] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 43.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 22