responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 214
التخفيف من حدة الصراع المذهبي بين المذاهب السنية المختلفة [1] وتوحيدها في جبهة واحدة ووفقه الله في توحيد جهود علماء السنة لمحاربة الفكر الشيعي [2].
ج- دعم التصوف السني: اهتم نور الدين بإنشاء خوانق الصوفية وكانت في ذلك العصر مكاناً للعبادة وقد أصبح التصوف السني في ذلك العصر اتجاه له نفوذه وسيطرته وتقديره على المستوى الرسمي والشعبي وسيأتي الحديث بإذن الله عن دور المدرسة القادرية في توعية عوام الأمة خصوصاً في عاصمة الخلافة وجهود الغزالي ومحاولته تنقية التصوف من كثير من الشوائب وأن يمزج بينه وبين الشريعة مزجاً تاماً، فقد كان الصوفية في ذلك العصر محل تدير الحكام واحترامهم وخاصة نورالدين الذي كان يستفيد منهم في الدعاء وجمع المعلومات على الأعداء، وفي الجهاد، وكان يرحب بهم في بلاطه ويتواصل مع شيوخهم ويبني لهم الخوانق في أنحاء مملكته، وكان نصيب حلب من جهوده في هذا المجال خوانق: اثنتان منها للرجال وواحدة [3] للنساء واستطاعت الدولة النورية التأثير على التصوف السني، وساهم التصوف السني في محاربة الدولة الفاطمية ومّد نفوذه في أنحاء بلاد الشام ومصر مع توسع الدولة النورية خارجياً والتي كانت من وسائلها دعم التصوف السني لمقاومة المذهب الإسماعيلي والتيار الفلسفي، وقد مدت مقاومتها إلى مصر أيضاً ولذا كان اتساع نطاق الاتجاه الصوفي على مستوى قطاعات جماهيرية كبيرة فيما بعد في عهد الأيوبيين والمماليك [4].
د- دور تدريس الحديث: اهتم نور الدين محمود بتدريس الحديث الشريف وكانت من ضمن مشروعه في حركة الإحياء السني ومناهضة الفكر الشيعي، ذلك أن الشيعة لا يعترفون بصحة الحديث إلا إذا كان مروياً عن آل البيت وكان من الطبيعي أن ينتهي بهم هذا الموقف - المجانبة للحق والعدل والصواب - إلى الطعن في صحاح السنة ويضاف إلى ذلك أن العناية بالحديث الشريف وتشييد معاهد دراسية خاصة به كان سمة من سمات هذه الفترة التي حكم فيها نور الدين والأيوبيون، ذلك أن الظروف التي أحاطت بالشام ومصر في تلك المرحلة عكست ظلالها على مناهج الدراسة في المعاهد العلمية السنية من أثر ذلك العناية بالحديث وعلومه استجابة لظرف واقعي تمثل في احتلال الصليبيين لأجزاء واسعة من بلاد الشام من بينها القدس الشريف، فكان على هذه المدارس أن تعبيء الناس للجهاد وتحيي

[1] المصدر نفسه ص 211.
[2] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 87.
[3] التاريخ السياسي والفكر للمذهب السني ص 212.
[4] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 185.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست