responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 211
في الدولة العبيدية الفاطمية يتلخص في رسالته للخليفة العباسي، وهو يبشره بفتح مصر وسقوط دولة الإلحاد والرفض والبدعة [1]، يقول فيها: وطالما بقيت "280" سنة مملؤة بحزب الشياطين ...
حتى أذن الله لغمتها بالانفراج، واجتمع فيها داءان الكفر والبدعة، وتمكنا من إزالة الإلحاد والرفض، ومن إقامة الفرض [2]، وسيأتي الحديث عن أساليب ومنهج نور الدين في إزالة الدولة الفاطمية في مصر.

دور نور الدين في دعم المذهب السني:
مهدت مدارس نظام الملك رحمه الله السبيل ويسرته أمام نور الدين والأيوبيين، فأضحى الطريق معبداً لتحقيق الهدف الذي أنشئت النظاميات من أجله وهو العمل على مناهضة الفكر الشيعي ودعم المذهب السني وقد عقد نور الدين العزم على صبغ دولته بالكتاب والسنة ومواجهة الفكر الشيعي الرافضي والذي كان محصوراً في حلب ودمشق ومصر وبذل جهوداً كبيرة ليمكن لمذهب السنة إلا أن هذه الجهود كانت تختلف في طبيعتها باختلاف هذه البيئات الثلاث وإليك جهود نور الدين محمود في الأقاليم الثلاثة (3)

1 - جهود نور الدين في حلب: أخذ نفوذ الشيعة في حلب يظهر بوضوح في أواخر أيام سيف الدولة الحمداني (333 - 356هـ/944 - 967) لأن بني حمدان كانوا يعتنقون مذهب الشيعة الإمامية فيسروا لدعاة هذا المذهب الطريق لنشر الدعوة فيها ثم عملوا بعد ذلك على إزالة شعائر السنة وإحلال شعائر الشيعة محلها، وذلك عندما غير سعد الدولة أبو المعالي (356 - 381هـ/967 - 991م) ابن سيف الدولة الأذان بها في عام 367هـ/977هـ وزاد فيه حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر [4]، فكان هذا مبدأ ظهور الإمامية بحلب، وما زال نفوذهم يزداد نتيجة لتعاقب بعض الأسر الشيعية على حكمها: كآل مرداس والعقيليين حتى أصبح شعار الرفض بها ظاهراً [5]. وإل جانب الشيعة الإمامية وجدت قلة من الشيعة الإسماعيلية ازداد نفوذهم في حلب في عهد رضوان بن تتش الذي أمل أن ينصروه على أخيه دقاق، ويساعدوه في أخذ دمشق منه، ومن ثم بنى لهم بحلب أول دار للدعوة ودعا على منابرها للفاطميين فترة يسيرة من الزمن ومن هؤلاء وأولئك تكون مجتمع الشيعة في حلب ومعظم هؤلاء الشيعة كانوا متعصبين فقد كان المذهب الشيعي

[1] المصدر نفسه ص 331.
[2] كتاب الروضتين نقلاً عن الجهاد والتجديد ص 331.
(3) التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 206.
[4] زبدة تاريخ حلب (1/ 172).
[5] البداية والنهاية نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 207.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست