responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
لن تُورِق القُضْب ويجري ماؤها ... فيها إذا التاثت الأعراق
إن الرّعايا ما سلمت في حمىً ... للخطب عن طُرُوقه إطراق

غرست بالعدل لهم خمائلاً ... ترتع في حديقها الحِداقُ
ياهضبة الدين التي عاذبها ... فعاد لا بغت ولا إرهاق
لو لم تَحُطُه راحلاً وقاقلاً ... أصبح لا شام ولا عِراق
عماد الدين مُذْ أقام زيغَهُ ... حيَّ ومات الشَّركُ والنفاق
يا محي العدْل الذي في ظلَّة ... تسربَلَتْ زينتَها الأفاق
يَفديك من لان مِهادٌ جنبه ... لمَّا نبا بجنبك الإقلاقُ
من بِشَبَا سيفك [1] أنبطت [2] له ... العذْب وماء عيشه زُعاقُ (3)
تجرَّع السَّمَّ ولو لم تحمه ... بحَّده لعزه الدَّرياق (4)
ملوك أطراف حمى أطرافها ... عزمك هذا اللاّحق السَّبَّاقُ
لو لم ترق ماءَ كرى العين لما ... ساغت بأفواهم الأرياق (5)
شققتَ من دونهم موج الرّدى ... وشقَّ أكبادَهُمُ الشقاق
أقسم لو كلَّفتهم أن يسمعوا ... حديث أيامك ما أطاقوا
لمّا اشتكيت دبَّ في أهوائهم ... توجّسٌ للَّسمع واستِراق
تطاولوا لاعدمت آمالهُهم ... قصراً ولا جانبها الإخفاق
توهَّمُوها غَسَقاً ثم انجلت ... والصَّفُو من مشربهم غَسَّاق (6)
لئن ألمَّ ألمٌ يقدمٍ ... خَدُّ السُّها [7] لنعلها طراق
أو كان مدَّ يَدَهُ إلى يدٍ ... تحري بها الآجال والأرزاق
فالنَّصْل يُعْلَى صَدَأً وتحته ... حدٌ حسام وسنا رقراق
رمى الصَّليبَ بصليب الرَّأي عن ... زوراء أوْفى [8] نزعها الإغراق

[1] أي بحد سيفك.
[2] انبطت: أي استخرجت.
(3) ماء زعاق: مر غليظ لا يطاق شربه من أجوجته.
(4) الدَّرياق: لغة في الترياق فارسي معرب وهو يستعمل لدفع السم.
(5) الأرياق: مفردها ريق وهو اللعب.
(6) الغساق: ما يسيل من صديد أهل النار وغُسالتهم.
[7] كويكب صغير خفي الضوء في بنات نعش الكبرى.
[8] في النسخ الخطبة: أوهى.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست