responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 15
من المسؤولين: ومن أزالها زلّت قدمه، ومن أحلّها حلّ دمه ومن قرأه أو قرئ عليه فليتمثل ما أمرنا به وليمضه مرضياً لربه ممضياً لما أمر به. وكانت النتيجة الطبيعية لذلك أن نشط الناس للعمل، فأخرج التجار أموالهم، ومضوا يتاجرون، وجاءت الجبايات الشرعية بأضعاف ما كان يجي من وجوه الحرام.

وسعى نور الدين محمود إلى تقديم أوسع الخدمات الاجتماعية لشعبه وجعل مؤسسات الدولة أدوات صالحة في خدمة الجماهير وسعت لتغطية شتى الحاجات، ابتداء من قضايا المسكن والملبس والمأكل وانتهاء بقضايا الروح ومروراً بالحاجات الفكرية والصحية والعمرانية والانتاجية وقد أخذت هذه الخدمات أساليب وأشكالاً مختلفة، فهي حيناً تأتي عن طريق التوزيع المباشر للمال وحيناً عن طريق (الإعانة) على تلبية حاجة معينة والفكاك من الأسر وحيناً ثالثاً عن طريق إنشاء مؤسسات ومرافق كالمستشفيات والملاجيء ودور الأيتام والمدارس ودور الحديث والخانات والربط والجسور والقناطر والقنوات والأسواق والحمامات والطرق العامة والمخافر والخنادق والأسوار وحيناً رابعاً تجي عن طريق نظم (الوقف) التي شهدت في عصر نور الدين قمة نضجها وتنظيمها وازدهارها وحيناً خامساً عن طريق عدد من الاجراءات التنظيمية التي استهدفت تحقيق الضمان الاجتماعي لقطاع ما من قطاعات الأمة.
وقد لاحظت في دراستي لفترة الحروب الصليبية أن انتصارات نور الدين وصلاح الدين ساهمت فيها عوامل متعددة منها على مستوى الخلافة نفسها ومنها على المستوى الشعبي ومنها على مستوى الوزارة، فقد أخذت مؤسسة الخلافة تسترج صلاحياتها وتقوى على ما كانت عليه في العهد السلجوقي الأول، وكذلك الوزارة العباسية في عهد يحي بن هبير الوزير الصالح والعالم الرباني، وكان الشيخ عبد القادر الجيلاني من زعماء الدعوة الشعبية والإصلاح العام في عاصمة الخلافة العباسية، فقد كانت عامّة الجماهير متعطشة إلى شخصية روحية رفيعة، تكون على تواصل بالشعب وطبقاته وجماهيره تؤثر في المجتمع بدعوتها ومواعظها وتزكيتها، وتوقظ في النفوس الإيمان وتحي فقه القدوم على الله وتحرك في القلوب الحب لله والحنين إليه، وتحث على الطموح وعُلَّو الهّمة وبذل الجهد في الحصول على علم الله الصحيح وعبادته ونيل رضوانه والمسابقة إلى سبيله وتدعو إلى التوحيد الكامل والدين الخالص ولقد كان هذا المصلح الكبير في شخص الشيخ عبد القادر الجيلاني واستطاع أن يؤسس مدرسة ساهمت مع الزنكيين في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات العقائدية والفكرية والاقتصادية، والاجتماعية وساهمت في إعداد جيل المواجهة للخطر الصليبي في

اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست