responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 147
كلَّ يوم مرّ من أيامه ... فهو عيٌد عائد للمسلمين
لو جرى الإنصاف في أوصافه ... كان أولاها أمير المؤمنين
ما روى الرَّاوون بل ما سَّطروا ... مثل ما خَطَّتْ له أيدي السنين
إذ أناخ الشرك في أكنافه ... بمئي ألفٍ تلاها بمئين
وقعة طاحت بكلب الروم من ... قطعه التَّين إلى قطع الوَتينْ (1)
إن حمت مصر فقد قام لها ... واضح البرهان أن الصَّين صينْ
والرُّها لو لم تكن إلا الرُّها ... لَكَفَتْ حسماً لشك المُمترين
درج الدّهر عليها مُعصِراً ... لم تدنس بمرام اللاّ مسين
هَمَّ قسطنطين أن يَفْرَعَهَا ... ومضى لم يَحوِ منها قِسْطَ طين
ولكم مِنْ مَلِكٍ حاولها ... فتحلَّى الحين وسما في الجبين
هي أخت النجم إلا أنّها ... منه كالنجم لرأي المبصرين
مُنِيَتْ منه بليث قائدٍ ... بِعران [2] الذُّلَّ أساد العرين
زارها يزأرُ في أسد وغًى ... تبدل الأسد في الزأر الأنين
صولجوا البيضَ [3] بضرب نثر ... الهام في ساحاتها نثر الكُرِيْن (4)
يا لها هّمةُ ثَغْرِ أضحكت ... من بني القُلْفِ [5] ثغور الشَّامتين
بَرْنَسَتْ رأسَ برنسٍ ذِلةً ... بعدما جاست حوايا جوسلين
وسروج مُذْوعت أسراجه ... فَرَّقَتْ جُمَّاعها عنها عِضين
تلك أقفال رماها الله من ... عزمه الماضي بخير الفاتحين
شامَ منه الشُّامُ برقاً ودْقُه [6] ... مؤمنُ الخوف مخيفُ الآمنين
كم كنيس كُنِست آرامها ... منه بعد الروح في ظل السَّفين

إلى أن قال:
همة تمسي وتضحي عزمةٌ ... ليس حصن إن نحته بحصين

(1) الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.
[2] العران: خشبة تجعل في وتر أنف البعير وهو ما بين المنخرين.
[3] أي جعلوا السيوف صوالجة، مفردها: صولجان.
(4) مفردها كرة: وهي التي يلعب بها بالصولجان.
[5] القُلْقِ: أي الذين لم يخثنوا ويعني الصليبيين.
[6] ودقة: مطرة.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست