responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 143
8 - مدح الشعراء لعماد الدين عند فتح الرها: إن كثيراً من الباحثين والكتاب لم يهتموا بالأدب في الحروب الصليبية، بل إن الكثير منهم أطلقوا عليه أدب الإنحطاط، آخذين بأقوال وآراء المستشرقين الذين رغبوا في أن نبتعد عن دراسة تاريخ وأدب هذه الحروب لأسباب كثيرة منها رغتبهم في عدم إطلاعنا على وحشية الصليبيين وقسوتهم، ثم حتى لا نشعر بالعزة والفخر ونحن نقرأ عن تاريخ الأبطال المسلمين عرباً وأكراداً وأتراكاً - يقودون الجيوش وهم يحملون راية الإسلام - مقاتلين ومجاهدين ومنتصرين يترفعون عن القوميات والوطنيات الجاهلية وتجمعهم حب الله ورسوله والجهاد في سبيل الله وابتغاء مرضاته، إن أدب هذه الفترة ما زال بحاجة إلى دراسات مستفيضة، ثم إلى إعادة تقييم وحينئذ سنجد أن آراءنا قد تغيرت تغيراً إيجابياً لإننا سنجد فيه الكثير مما يستحق الدراسة وسنجد الكثير من الأشعار اللطيفة الرقيقة في الحماسة ووصف المعارك ومديح الأبطال وسنجد الشعر الحزين الباكي في رثائهم [1] وهذه باقة طيبة من الأشعار متعلقة بفتح الرها ومدح عماد الدين زنكي فقد وصف ابن الأثير جيش عماد الدين في خروجه لفتح الرها فقال:
بجيش جاش بالفُرسان حتى ... ظننت البَّر بحراً من سلاح
وألسنة من العذبات حُمْر ... تخاطبنا بأفواه الرَّياح
وأروع جيشه ليلٌ بهيم ... وغُرَّته عمود للصباح
صفوح عند قدرته ولكن ... قليل الصفح ما بين الصفاح
فكان ثباته للقلب قلباً ... وهيبته جناحاً للجناح (2)

أ- القيسرني يمدح عماد الدين في فتح الرها: قال الشاعر:
هو السيف لا يغنيك إلا جلاده ... وهل طّوق الأملاك إلا نجاده
ولقد كان لهذا الفتح رنة فرح في نفوس الناس وبفتح الرها تغيرت نظرة الفرنج إلى قوة المسلمين، وأعادها عماد الدين زنكي إلى ديار الإسلام بعد أن حكمها الفرنج نصف قرن ومما جاء في القصيدة:
وعن ثغر هذا النصر فلتأخذ الظُّبى ... سناها وإن فات العيون اتقاده
سمت قبة الإسلام فخراً بطوله ... ولم يك يسمو الدين لولا عماده

[1] شعر الجهاد الشامي في مواجهة الصليبيين ص 10.
(2) كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 139).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست