responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 119
ومما قاله في موقعة بارين:
فدتك الملوك وأيّامها ... ودان لنقضك إبرامها
وزلتّ لِعَيْنِك أقّدامُها ... وزال لبطشك إقدامُها
ولو لم تُسلمَّ إليك القلوب ... هواها لما صّح إسلامها
أيا محيي العدل لَمَّا نعاه ... أيامَى البرايا وأيتامها
وُمْستقِذَ الدَّين من أُمَّةٍ ... أذال المحاريب أصنامها
دَلَفْتَ لها تقتفيك الأسود ... والبيض والسُمر آجامها
جَزَرْتَ جزيرتها بالسيوف ... حتى تشاءمها شامها
وصارت عواريَّ أكنافه ... متى شئت أرخص مُسْتامُها (1)
تصور هذه الأبيات حب الشاعر لعماد الدين وإعجابه به وشماتته بأعدائه الصليبيين، فيفتحها بالدعاء بأن يجعل الله ملوك الصليبيين فداء لعماد الدين وبأن يديم قدرته على نقض ما يبرمون ويرجو أن تزل أقدامهم أمام ثبات أقدامه وأن يزول إقدامهم أمام بطشه ويرى أن قلوب المسلمين لا يصح إسلامها إذا لم تسلم إليه زمامها، وهو الذي أحيا العدل بعد أن بكت على فقده الأرامل والأيتام وأنقذ الدين من الصليبيين الذين أزالوا المحاريب وأقاموا مقامها الأصنام ثم يمدحه لفتحه الجزيرة بسيوفه حتى تشاءم أهل الشام وتوقعوا أن يحل بهم ما حلّ بإخوانهم أهل الجزيرة [2].

سادساً: الأمبراطور البيزنطي يغزو بلاد الشام:

1 - ظروف قيام الحملة: ذكر ابن الأثير أن الصليبيين بالشام عندما علموا بحصر الملك فولك في بارين أرسلوا طالبين النجدة من الإمبراطور البيزنطي والغرب الأوروبي: فدخلت القسوس والرهبان بلاد الروم والفرنج وماوالاها من بلادد النصرانية مستنصرين على المسلمين، وأعلموهم أن زنكي إن أخذ حصن بارين ومن فيه من الفرنج، ملك جميع بلادهم في أسرع وقت لعدم الحامي عنها، وأن المسلمين ليس لهم إلا قصد البيت المقدس، فحينئذ اجتمعت النصرانية وساروا على الصعب والذلول وقصدوا الشام مع ملك الروم [3]، والواقع أنه إذا كانت الأميرة الأنطاكية أليسن لم تنجح في الاتصال بعماد الدين زنكي لمساندتها في صراعها مع والدها والنبلاء الآخرين، فنجدها تلجأ إلى طريقة أخرى هي الاتصال بالأمبراطور البيزنطي يوحنا كومنين

(1) كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 132).
[2] الأدب العربي من الأنحدار إلى الإزدهار.
[3] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين ص138.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست