responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 77
الفرق المنحرفة عن الإسلام وتدعي أنه من الزهد الإسلامي، ولهم في ذلك حكايات لا يشك من تأملها أنها لا تمت إلى الإسلام بصلة، ولهم في ذلك وصايا عجيبة وتوجيهات غريبة، فمن أقوالهم:
ـ من ترك النساء والطعام فلابد له من ظهور كرامة.
ـ من تزوج فقد أدخل الدنيا بيته، فاحذروا من التزويج.
ـ لا يبلغ الرجل إلى منازل الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة وأولاده كأنهم أيتام، ويأوي إلى منازل الكلام.
ـ من تعود أفخاذ النساء لا يفلح.
ـ ... من تزوج فقد ركن إلى الدنيا [1]. إلى غير ذلك من العجائب والغرائب وهذا المفهوم يخالف الإسلام دين التوسط والاعتدال، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن رغب عن سنتي فليس مني [2]. وجملة القول أن زهد عمر بن عبد العزيز كان مقيداً بالكتاب والسنة وأن كثيراً مما نسب إليه في هذا الباب لا يصح لمخالفته هدى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن زهد عمر بن عبد العزيز في جمع المال، فقد كان على النقيض ممن يلي منصباً في وقتنا الحاضر فقد كانت غلته حين استخلف أربعين ألف دينار، ثم أصبحت حين توفي أربعمائة دينار، ولو بقي لنقصت [3]، حيث لم يرتزق رحمه الله من بيت المسلمين شيئاً [4]، فقد كان رحمه الله من زهاد زمانه إن لم يك أزهدهم، فكان يقول: إن الدنيا لا تسر بقدر ما تضر، تسر قليلاً وتحزن طويلاً [5]. وأخباره في الزهد كثيرة ذكر منها الشيخ أبو حفص عمر بن محمد الخضر المعروف بالملاء حوالي ثمانية وعشرين أثراً [6]، لقد وصل عمر بن عبد العزيز إلى مرحلة متقدمة في الزهد والتحلي بصفات الزاهدين، وذلك ما لا يستطيع الوصول إليه أصحاب العيش في الظروف المادية في وقتنا الحاضر، الذي طغت فيه المادة على كل شيء

[1] الطبقات للشعراني (1/ 34).
[2] فتح الباري على صحيح البخاري (9/ 104).
[3] حلية الأولياء (5/ 257).
[4] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي صـ186
[5] النموذج الإداري المستخلص من إدارة عمر صـ151.
[6] الكتاب الجامع لسيرة عمر بن عبد العزيز (1/ 366إلى378).
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست