اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 350
المال؟ فتبسم وقال: حدثني مولى لنا كان يتولى نفقته، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ حين أحتضر: كم عندك من المال؟ قلت أربعة عشر ديناراً، قال: فقال تحتملون بها من منزل إلى منزل، فقلت: كم ترك من النحلة؟ قال: ترك لنا نحلة ستمائة دينار ورثناها عنه عن اختيار عبد الملك، وتركنا إثني عشر ذكراً وست نسوة، فقسمناها على خمس عشرة [1]. والصحيح أن الذكور الذين ورثوه هم أحد عشر ذكراً، لوفاة ابنه عبد الملك قبله [2]. وقال ابن الجوزي: أبلغني أن المنصور قال لعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: عظني. قال: مات عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وخلف أحد عشر ابناً، وبلغت تركته سبعة عشر ديناراً كفن منها بخمسة دنانير، وثمن موضع قبره ديناران وقسم الباقي على بنيه وأصاب كل واحد من ولده تسعة عشر درهماً، ومات هشام بن عبد الملك وخلف أحد عشر ابناً فقسمت تركته وأصاب كل واحد من تركته ألف ألف، ورأيت رجلاً من ولد عمر بن عبد العزيز قد حمل في يوم واحد على مائة فرس في سبيل الله عز وجل، ورأيت رجلاً من ولد هشام يتصدق عليه [3]. وما مضى يظهر لنا جليا أن المال الذي ورثه عمر بن عبد العزيز من أبيه ـ وهو مال كثير ـ أخذ في التناقص حتى توفي ـ رحمه الله ورضي الله عنه [4].
11 ـ ثناء الناس على عمر بن عبد العزيز بعد وفاته:
أـ مسلمة بن عبد الملك: حين توفي عمر ورآه مسجى قال يرحمك الله لقد لينت لنا قلوباً قاسية وأبقيت لنا في الصالحين ذكراً [5].
ب ـ ... فاطمة بنت عبد الملك: فعن وهيب بن الورد، قال: بلغنا أن عمر بن عبد العزيز لما توفي جاء الفقهاء إلى زوجته يعزونها، فقالوا لها: جئناك لنعزيك بعمر، فقد عمت مصيبة الأمة، فأخبرينا يرحمك الله عن عمر: كيف كانت حاله في بيته؟ فإن أعلم الناس بالرجل أهله. فقالت: والله ما كان عمر بأكثركم صلاة ولا صياماً ولكني والله ما رأيت عبداً لله قط أشد خوفاً لله من عمر، والله إن [1] سيرة عمر لابن الجوزي صـ337. [2] فقه عمر بن عبد العزيز (1/ 55). [3] سيرة عمر لابن الجوزي صـ338. [4] فقه عمر بن عبد العزيز (1/ 56). [5] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي صـ329.
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 350