اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 330
[1] ـ فلا يحملنك إستعجالنا إيا ك أن تؤخر الصلاة في ميقاتها:
خرج عمر على حرسه يوماً، فقال: أيكم يعرف هذاالرجل الذي بعثناه إلى مصر؟ قالوا: كلنا نعرفه ـ وكان قد كلف رجلاً بمهمة إلى مصر قبل وقت ليس ببعيد ـ قال: فليذهب إليه أحدثكم سناً فليدعه ـ قال: وذلك في يوم جمعة، فذهب إليه الرجل فظن الرسول أن عمر بن عبد العزيز إستبطأه فقال له: لا تعجلني حتى أشد على ثيابي، فشد عليه ثيابه، فأتى عمر، فقال: لا روع عليك، إن اليوم يوم الجمعة، فلا تبرح حتى تصلي الجمعة، وقد بعثناك لا مر عجلة من أمر المسلمين فلا يحملنك إستعجالنا إياك أن تؤخر الصلاة عن ميقاتها [1]، فأبدى عمر في هذا الموقف مرونة في التنفيذ، رغم أنه رسل مندوبه لا مر يهم المسلمين إنجازه على عجل [2].
2 - هلا أقمت حتى تفطر ثم تخرج:
إستدعى عمر بن عبد العزيز عامله على خراسان، فما كان من العامل إلا أن أسرع بالمغادرة إلى الخليفة تنفيذاً لا مره وعندما وصل إلى مقر الخلافة في دمشق ورأى الخليفة ملامح التعب والإجهاد على وجهه، سأله: متى خرجت؟ فقال: في شهر رمضان، فقال له عمر: قد صدق من وصفك بالجفاء!! هلا أقمت حتى تفطر، ثم تخرج [3].
3 ـ لاتعنت الناس ولا تعسرهم ولا تشق عليهم:
ذكر ابن سعد أن ـ ميمون بن مهران ـ وكان على ديوان دمشق، قال: ففرضوا لرجل زمِن [4]، فقلت: الزمن ينبغي أن يحسن إليه فأما أن يا خذ فريضة رجل صحيح فلا. فشكوني إلى عمر بن عبد العزيز، فقالوا له: إنه يتعنتنا ويشق علينا، ويعسرنا. قال: فكتب إلي: إذا أتاك هذا فلا تعنت الناس ولا تعسرهم، ولا تشق عليهم فإني لا أحب ذلك [5]، فكتب إليه عمر إنطلاقاً من مبدأ المرونة وتسهيل الأمور.
4 ـ المرونة في الحوار والتفاهم:
فقد كان الحوار الهادي ومقارعة الحجة بالحجة أسلوبه في حواره ومناظراته ـ كما مر معنا مع الخوارج ـ فقد حدث أن: دخل على عمر أناس من الحرورية، فذاكروه شيئاً، فأشار إليه بعض جلسائه أن يرعبهم، [1] سيرة عمر لابن الجوزي صـ106. [2] النموذج الإداري صـ330. [3] تاريخ الطبري نقلاً عن النموذج الإداري صـ330. [4] الزَمِن: هو المبتلي بالعاهة: لسان العرب (13/ 119). [5] الطبقات (5/ 380).
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 330