اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 325
والتعدي على حقوق الأخرين ويتيح لكل فرد طلب ما يريد دو ن اللجوء إلى أساليب وطرق لا تمت للإسلام بصلة [1].
7 ـ محاسبته لولاة من قبله عن أموال بيت المال:
لما تولى عمر بن عبد العزيز أمر بالقبض على والي خراسان يزيد بن المهلب، ولما مثل بين يديه، سأله عمر عن الأموال التي كتب بها إلى سليمان بن عبد الملك. فقال: كنت من سليمان بالمكان الذي قد رأيت، وإنما كتبت إلى سليمان لا سمع الناس به وقد علمت أن سليمان لم يكن ليا خذ بشئ سمًعت، ولا بأمر أكرهه. فقال له: ما أجد في أمرك إلا حبسك، فاتق الله وأدَ ماقبلك، فإنها حقوق المسلمين ولا يسعني تركها، فرده إلى محبسه، وبقي فيه حتى بلغه مرض عمر [2] وقد كان عمر بن عبد العزيز يتحسس أخبار ولاته ويراقبهم ويحاسبهم على تقصيرهم فقد كتب إلى أحدهم يقول: (لقد كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما عدلت، وإما أعتزلت [3] والسلام).
سابعاً: المركزية واللامركزية في إدارة عمر بن عبد العزيز:
أخذ عمر بن عبد العزيز بمبدأ الجمع والموازنة بين المركزية واللامركزية خلال إدارته للدولة، بتطبيق أحدهما بحسب الموقف تبعاً لمعايير محددة فإننا نورد بعض المواقف والإجراءات التي توضح ذلك، فقد كان من الأوامر التي تدل على تطبيقه للمركزية ماضمنه رسالته إلى عامله على الكوفة، إذ قال:. .. فإني قد وليتك من ذلك ماولاني الله، ولا تعجل دوني بقطع ولا صلب حتى تراجعني فيه [4]. وهنا رجح عمر أن مصلحة الأمة في تطبيق المركزية في هذه المسألة البالغة الأهمية، فقد يسبق السيف العزل، فلا مصلحة للأمة في التعجيل في أمور القتل والصلب وكل سيلقي جزاءه طال الوقت أم قصر، فقد كان عمر يرجح التحقيق العادل على التحقيق الصارم [5]، فما بالك به في أمر أهم، وهو إزهاق الأرواح [6]، وهناك أمور أخرى أعم وأشمل، أوضح عمر لعماله وولاته وقضاته أنه لا بد من الرجوع [1] النموذج الإداري المستخلص من إدارة عمر صـ320. [2] تاريخ الطبري (7/ 460، 461، 462). [3] عمر بن عبد العزيز، عبد الستار الشيخ صـ275. [4] تاريخ الطبري نقلاً عن النموذج الإداري صـ322. [5] النموذج الإداري المستخلص من إدارة عمر صـ323. [6] المصدر نفسه صـ323.
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 325