responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 272
وسنة خبيثة استنها عليهم عمال السوء .. ولا تأخذن في الخراج إلا وزن سبعة [1]، ليس لها آيين ولا أجور الضرابين [2]، ولا هدية النيروز والمهرجان [3]، ولا ثمن الصحف ولا أجور البيوت [4]. وقد ألغى القبالة وكانت مألوفة في البصرة، وألغى أسلوب الخرص [5]. حيث كان العمال يقدرون الثمار بسعر عالٍ ويقبضونه نقداً، وبذلك يرهقون الزراع، فقرر عمر وضع الضريبة حسب الأسعار الفعلية وكتب لعامله: بلغني أن عمالك بفارس يخرصون الثمار ثم يقومونها على أهلها بسعر فوق سعر الناس الذي يتبايعون ثم يأخذون ذلك ورقاً على قيمتهم التي قوموها ..
وقد بعثت بشر بن صفوان وعبد الله بن عجلان للنظر في ذلك ورد الثمن الذي أخذ من الناس إلى ما باع أهل الأرض به غلاتهم [6]. ولقد أمر عمر بالغاء ضريبة ثابتة على أهل اليمن، كالخراج مع أن أرضها أرض عشرية، وكتب إلى عامله على اليمن: أما بعد، فإنك كتبت إليَّ أنك قدمت اليمن فوجدت على أهلها ضريبة من الخراج مضروبة ثابتة في أعناقهم كالجزية يؤدونها على كل حال، أخصبوا أو أجدبوا أو حيوا أو ماتوا، فسبحان الله رب العالمين ثم سبحان الله رب العالمين .. إذا أتاك كتابي هذا فدع ما تنكره من الباطل إلى ما تعرفه من الحق ثم ائتنف الحق فاعمل به بالغاً بي وبك وإن أحاط بمهج أنفسنا، وإن لم ترفع إليّ من جميع اليمن إلا حفنة من كتم [7]، فقد علم الله إني بها مسرور إذا كانت موافقة للحق [8] والسلام. ويلاحظ من كتب عمر إلى عماله الانحرافات السابقة الظالمة وإنكار عمر لها، وقد كان لها أثر اقتصادي سيء حيث جعلت أصحاب الأرض يضعفوا عن

[1] الدرهم الذي ضربه عبد الملك وجعل كل عشرة منها وزن سبعة مثاقيل من الذهب.
[2] الآيين: أصول إدارية ساسانية وهي رسوم المسَّاحين أرض الخراج وأجور الضرابين: هي أجور المختصين بالنقد من الصرافين.
[3] النيروز والمهرجان: عيدان عند الفرس كانوا يحضرون فيهما الهدايا.
[4] الصحف: عبارة عن أوراق تعطي براءة بالدفع. والفيوج جمع فيج وهو رسول السلطان الذي يسعى بالكتب، وأجور البيوت هي أجور المخازن المحلية التي توضع فيها المواد العينية قبل نقلها للمركز.
[5] القبالة من التقبل والتقبيل: أي شخصاً كفيلاً ذلك لتحصيل الخراج مقابل قدر معلوم يأخذه لنفسه: الخرص: الحرز.
[6] الضرائب في السواد صـ65.
[7] الكتم: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر.
[8] سيرة عمر لابن عبد الحكم صـ126، الخراج للريس صـ229.
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست