اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 108
[1] ـ صفة النفس: كتب عمر بن عبد العزيز إلى الضحاك بن عغبد الرحمن رسالة فقال: أما بعد فإن الله عز وجل جعل الإسلام الذي رضي به لنفسه ومن كرم عليه من خلقه لا يقبل دنيا غيره [1]. وهذا الأثر يبين إثبات صفة النفس وهو ما دل عليه الكتاب والسنة، قال تعالى: ((وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)) (آل عمران، الآية: 28). وقال صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه: (( .. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك [2]، فنفسه تعالى هي ذاته المقدسة، كما تبين ذلك من الكتاب والسنة [3]. فنفسه تعالى هي ذاته المتصفة بصفاته وليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة الذات [4].
2 ـ صفة الوجه لله تعالى: كتب عمر إلى الخوارج رسالة وفيها: .. وإني أقسم لكم بالله لو كنتم أبكاري من ولدي .. لدفقت دماءكم ألتمس بذلك وجه الله والدار الآخرة [5]. صفة الوجه من الصفات الخبرية الذاتية دل عليها الكتاب والسنة، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ)) (الرعد، الآية: 22). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه ما لا يجوز، ففي سؤاله ربه لذة النظر إلى وجهه يقول: وأسألك لذة النظر إلى وجهك [6].
3 ـ صفة القدرة لله تعالى: كتب عمر إلى بعض عماله: أما بعد، فإذا دعتك قدرتك على الناس إلى ظلمهم، فاذكر قدرة الله عليك في نفاذ ما يأتي إليهم وبقاء ما يأتي إليك [7]. وقال في رسالته في الرد على القدرية وفيها: .. فالله أعز في قدرته وأمنع من أن يملك أحداً إبطال علمه [8]. يتبين من خلال الأثرين السابقين إثبات عمر بن عبد العزيز صفة القدرة لله تبارك وتعالى وهي من الصفات التي دل عليها السمع والعقل قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [1] سيرة عمر لابن عبد الحكم صـ86، الآثار الواردة (1/ 313) [2] مسلم رقم 486. [3] الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (1/ 314). [4] الفتاوى نقلاً عن الآثار الواردة (1/ 314). [5] سيرة عمر لابن عبد الحكم صـ75. [6] صححه الألباني في صحيح سنن النسائي (1/ 280 ـ 281). [7] سيرة عمر صـ125 لابن الجوزي. [8] الحلية (5/ 347).
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 108