اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 100
وقد ورد عن عمر بن عبد العزيز آثار في الدعاء والتبرك والخوف والرجاء والتوكل والشكر:
1 ـ الدعاء:
أـ مر عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصاة يلعب بها وهو يقول: اللهم زوجني من الحور العين، فقام إليه فقال: بئس الخاطب أنت، ألا ألقيت الحصاة، وأخلصت إلى الله الدعاء [1]. وفي هذا الأثر بين عمر بن عبد العزيز أن من شروط الدعاء الإخلاص وحضور القلب وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة. قال تعالى: ((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) (غافر: آية: 14) وقال صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه [2].
ب ـ قال عمر بن عبد العزيز: اللهم إني أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو التوحيد، ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك وهو الكفر فاغفر لي ما بينهما [3]. فهنا توسل عمر بن عبد العزيز بالطاعة والتوحيد وطلب الغفران من الله تعالى، ولا شك أن التوسل بالأعمال الصالحة مشروع كحديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار [4]، فإنهم توسلوا بأعمالهم الصالحة ليجيب الله دعاءهم ويفرج كربتهم وقد توسل المؤمنون بأعمالهم الصالحة من الإيمان وقدموه قبل الدعاء قال تعالى: ((رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ)) (آل عمران، الآية: 193)، فإنهم قدموا الإيمان قبل الدعاء وأمثال ذلك كثير [5].
ج ـ حصلت زلزلة بالشام، فكتب عمر بن عبد العزيز: أما بعد: فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله به العباد، وقد كتب إلى أهل الأمصار أن يخرجوا يوم كذا من شهر كذا، فمن كان عنده شيء فليتصدق [6]. قال الله عز وجل: ((قَدْ [1] الحلية (5/ 287) سيرة عمر لابن الجوزي صـ84. [2] سنن الترمذي (5/ 483) صحيح سنن الألباني رقم 2766. [3] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن القيم الجوزية صـ242. [4] مسلم رقم 2743. [5] الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (1/ 219). [6] سيرة عمر لابن عبد الحكم صـ64 الحلية (5/ 304، 305).
اسم الکتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 100