اسم الکتاب : فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 104
عرشه او يدفن تحت أسوارها) [1]، فلما وصلت الرسالة الى الفاتح قال: (حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش او يكون لي فيها قبر) [2].
وعمد السلطان بعد اليأس من تسليم المدينة صلحاً الى تكثيف الهجوم وخصوصاً القصف المدفعي على المدينة، حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشتغلين له وعلى راسهم المهندس المجري أوربان الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات التبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة بالإضافة الى ضربها للأسوار والقلاع [3].
تاسعاً: السلطان محمد الفاتح يعقد اجتماع لمجلس الشوري:
عقد السلطان محمد الفاتح اجتماعاً ضم مستشاريه وكبار قواده بالإضافة الى الشيوخ والعلماء، وقد طلب الفاتح من المجتمعين الإدلاء بآرائهم بكل صراحة دون تردد، فأشار بعضهم بالانسحاب ومنهم الوزير خليل باشا الذي دعا الى الانسحاب وعدم إراقة الدماء والتحذير من غضب أوروبا النصرانية فيما لو استولى المسلمون على المدينة، الى غير ذلك من المبررات التي طرحها، وكان متهماً بمواطئة البيزنطيين ومحاولة التخذيل عنهم [4]، وقد قام بعض الحضور بتشجيع السلطان على مواصلة الهجوم على المدينة حتى الفتح واستهان بأوروبا وقواتها، كما أشار الى تحمس الجند لإتمام الفتح، وما في التراجع من تحطيم لمعنوياتهم الجهادية، وكان من هؤلاء أحد القواد الشجعان ويدعى (زوغنوش باشا) وهو من أصل ألباني كان نصرانياً فأسلم حيث هون من شأن القوات الأوروبية على السلطان [5]. [1] محمد الفاتح، عبد السلام فهمي، ص116. [2] الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص376. [3] المصدر السابق، ص376. [4] انظر: فتح القسطنطينية، محمد صفوت، ص103. [5] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص377.
اسم الکتاب : فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 104