اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 47
من أبي، قيل: ومَن يأبى يا رسول الله؟ قال: مَن أطاعنى دخل الجنة، ومَن عصانى
فقد أبى» [1].
ومن ذلك ما رواه العرباض بن سارية قال: «وعظنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنَّها موعظة مُودِّع: فأوصنا، قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسَّمعِ والطاعةِ، وإن تأمَّر عليكم عبد، وإنَّه مَن يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومُحدَثات الأمر، فإن كل بدعة ضلالة» [2].
إن قبائل صنهاجة الذين عُرفوا بالمُلَثَّمين ثم أُطلق عليهم اسم المرابطين ظهرتْ آثار التزامهم بسنة النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى كل مناشط حياتهم؛ فى التعلم والتزكية والجهاد والسياسة, وغيرها من الأمور التى كوَّنوا بها دولتهم المعروفة.
المصدر الثالث: عمل أهل المدينة: الذى اهتمت به المدرسة المالكية المغربية السُّنيَّة عمومًا عمل أهل المدينة حيث إنَّها دار الهجرة، وبها تنزل القرآن، وأقام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعه أصحابه بها، وأهل المدينة أعرف النَّاس بالتنزيل، وبما كان من بيان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، على هذا رأى المالكيُّون أن عملهم بالاقتداء بعلماء أهل المدينة فى أقوالهم وأفعالهم حجة، وقدَّموا ذلك على القياس، وعلى خبر الواحد، وفى كتاب الإمام مالك إلى الليث ابن سعد الفقيه المصري: «إن النَّاس تبع لأهل المدينة، التى إليها كانت الهجرة، وبها
تنزل القرآن» [3].
وسار فقهاء الدولة المرابطية وعلى رأسهم الفقيه عبد الله بن ياسين على هذا الطريق ولم يُغيِّروا أو يبدلوا أو يرضوا بغيره حولاً.
المصدر الرابع: قولُ الصحابي: جعل المالكية قول الصَّحَابِى الذى لا يعرف له مخالف حجة، واعتمدوا فى ذلك على ما ذكر الإمام مالك فى «الموطأ» حيث اعتمد فى كثير من فتاويه على العديد من أقوال الصَّحابَة الذين هم أعلم بالتأويل
وأعرف بالمقاصد. [1] أخرجه البخاري (7280). [2] أخرجه أبو داود (4607) , والترمذي (2676). [3] انظر: تاريخ التشريع الإسلامي، ص (291 - 292).
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 47