اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190
بئس لعمرى ما أراد العذول ... عمر قصير وعناء طويل
يا زفرات نطقت عن غليل ... ويا دموع قد أعانت مسيل (1)
وأما نشأة الزجل فقال ابن خلدون عنه: «إنه لما شاع فنُّ التوشيح فى أهل الأَنْدَلُس, وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا فى طريقته بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيها إعرابًا، واستحدثوا فنًا سموه بالزجل، والتزموا النَّظْم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد، فجاءوا فيه بالغرائب, واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة» [2].
ويعتبر أبو بكر بن قزمان القرطبى أول من ابتكر الزجل.
ومن أشهر أزجاله ما كان فى مدح القاضى أحمد بن الحاج قوله:
وصل المظلوم لحق وانتصف غنى ومسكين يحضر الإنكار والإقرار ويقع الفصل فالحين اجتمع فيه الثلاثة الورع والعلم والدين فيزول الحق إذا زال ويدوم الحق
إذا دام [3].
هذه نبذة مختصرة عن بعض فنون الأدب التى ازدهرت وترعرعت فى ظلِّ دولة المرابطين.
* * *
(1) ابن خلدون, المقدمة، ص (441). [2] الزجل فى الأندلس، لعبد العزيز الأهواني، ص (201). [3] المصدر السابق نفسه.
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190