responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 167
لقد كان قادة المرابطين فى تربيتهم الرشيدة جادين بعيدين عن الهزل واللهو واللعب, وتميز فيهم أبو بكر بن عمر, ويوسف بن تاشفين، فكان لهما السبق على أتباعهما فى كل مجال مِن المجالات التى تُعتَبر من ضرورات القائد الناجح.
2 - القدوة الحسنة للجنود:
حيث نجد أن قادة المرابطين يقودون المعارك بأنفسهم, فقتل عبد الله بن ياسين فى ساحات الوغي، ويحيى بن عمر كذلك, وأبو بكر بن عمر فى جهاده فى الصحراء الكبرى، كما كان يوسف بن تاشفين يقود الحرس الخاص الذى أعده لانتزاع النصر مِن الأعداء فى الساعات الحرجة، ويندفع بجواده فى ميادين الجهاد عندما يشتدُّ وطيس المعركة، وضربوا أمثلة رائعة فى إيمانهم وعملهم الصالح وشجاعتهم وكرمهم الفياض وحزمهم وإيثارهم وإقدامهم.
3 - حرصوا على تزكية وتطهير جنودهم والارتقاء بهم طاعةً لله:
إن بُعد الجنود عن التعليم والتربية والتطهير يكون سببًا فى قسوة قلوبهم وانغماسهم فى الآثام والذنوب ومِن ثَمَّ الهزيمة.
قال تعالى: {لَقَدْ مِن اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [الجمعة:2].
يقول سيِّد قطب رحمه الله: «ويزكيهم ويطهرهم ويرفعهم وينقيهم: يطهر قلوبهم وتصوراتهم ومشاعرهم، ويطهر بيوتهم وأعراضهم وصلاتهم، ويطهر حياتهم ومجتمعهم وأنظمتهم، ويطهرهم من أرجاس الشرك والوثنية والخرافة والأسطورة, وما تبثه فى الحياة من مراسم وشعائر وعادات وتقاليد هابطة بالإنسان وبمعنى إنسانيته، ويطهرهم من دنس الحياة الجاهلية, وما تلوث به المشاعر والشعائر والتقاليد والقيم والمفاهيم» [1].

[1] فى ظلال القرآن (ج1/ 507).
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست