اسم الکتاب : محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث المؤلف : أبو القاسم سعد الله الجزء : 1 صفحة : 89
فكر، لذلك كان موقفه عندئذ كموقف الشيخ الحداد من الحاج المقراني أثناء ثروة عام 1871. وبفضل دعوته وتأثيره هاجم عرب متيجة المنتشرون في الفحص (الضواحي) المزارعين الأوربيين الذين بدأوا يستقرون في السهل. وقد قتلوا منهم عددا كبيرا واضطروا الباقين إلى الفرار إلى العاصمة.
وكان لهذه الأحداث أثر على الأوربيين فازدادوا خوفا وانزعاجا وغادروا مزارعهم وجلين. أما في المدينة نفسها فقد أغلق الأوربيون مؤسساتهم وبدأرا يفكرون في الرحيل إلى أوربا ببضائعهم الثمينة، وأصبحوا يعتقدون أنه من الصعب مقاومة هذه الثورة العامة. وهكذا كان يظهر أن (المستعرة الوليدة (الجزائر) كانت تشهد آخر أيامها) [1].
كان الحاج السعدي يتجول بين القبائل ويدعوها إلى الثورة العامة، وكان صوته مسموعا لمكانته الدينية لأنه كان من المرابطين، وقد علم القائد العام الفرنسي بتحركات السعدي بين القبائل وانضمام كل القواد (شيوخ القبائل) إلى الثورة، ولكنه لم يقم بأي شيء في بادئ الأمر. وزاد من سخط القبائل على الفرنسيين ما ارتكبوه نحو قبيلة العوفية في 7 أبريل عام 1832 التي هاجموها ليلا وأعدموها عن آخرها وحاكموا وأعدموا شيخها، الربيعة، رغم براءة القبيلة [2]. بل إن أغا العرب، الحاج محيي الدين، قد انضم إلى الثورة، رغم احتفاظه بالمنصب، وترك الثوار يدعون إلى الجهاد في القليعة مقر أسرته ونشاطه.
وقد قرر القائد العام القضاء على الثورة فاتهم أغا العرب بالخيانة وطلبه [1] نفس المصدر ص 198 - 199. [2] اتهمهما الفرنسيون بالاعتداء على وفد فرحات بن سعيد الذي جاء يطلب التعاون مع الفرنسيين. أنظر جورج إفير (حمدان بن عثمان خوجة) في (المجلة الأفريقية) عام 1913، ص 122، هامش 3.
أنظر أيضا: دي رينو، ص 346 - 247. وقد ذكر هذا المصدر أن رأس قائد العوفية قد أحضر هدية للدوق دي روفيغو.
اسم الکتاب : محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث المؤلف : أبو القاسم سعد الله الجزء : 1 صفحة : 89