اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 455
ووالياً للخليفتين عمر وعثمان رضي الله عنهما كما أسند إليه في خلافتيهما إنشاء وترميم بعض الحصون الدفاعية على الحدود الإسلامية كما سبق وأشرنا مما جعله ملماً بهذه الثغور والتحصينات، فأستكمل ما بدأه حين استقرت بيده
الخلافة، فقام ببناء وتحصين مرعش والحدث من ثغور الجزيرة وأسكنها الجند وكان يتعهدهما باستمرار [1]، واتخذ معاوية رضي الله عنه لتحصين المدن الساحلية سياسة التهجير أو النواقل بنقل قوم من فرس بعلبك وحمص وأنطاكية إلى سواحل الأردن وصور وعكا وغيرها، ونقل من الزط وأساورة البصرة والكوفة وفرس وبعلبك وحمص إلى ثغر أنطاكية [2]، وولى القائد عبد العزيز بن حاتم الباهلي أرمينية وأذربيجان فبنى مدينة دبيل [3]، وعمل عدة تحصينات دفاعية كما بنى مدينة النشوي [4] ورم مدينة برذعة [5]، وجدد بناء البيلقان [6]، إلى ما هنالك من تحصينات دفاعية قام بإنشائها [7]، كما قلد الوالي زياد بن أبيه القائد الربيع بن زياد الحارثي [8]، ثغر خراسان وأرسل معه من المصرين ((الكوفة ـ البصرة)) زهاء خمسين ألفا من الجند بعيالاتهم وأسكنهم ما دون النهر لحماية حدود الدولة الإسلامية هنالك ([9])،
ويظهر لنا اهتمام زياد بأمر الثغور في قوله لحاجبه وليتك حجابتي وعزلتك عن أربع وذكر منها: ورسول صاحب ثغر فإنه إن أبطأ ساعة أفسد عمل سنة فأدخله علي وإن كنت في لحافي [10]، وسأل زياد جلساءه عن أنعم الناس عيشاً؟ فأجابوه قائلين أنت أيها الأمير فقال: فأين ما يرد علي من الثغور والخراج [11]. وهذا يبين مدى ما كان يلقاه زياد من عناء الثغور في إدارتها والإشراف على أمرها لحفظها وسدها ومما أثر عن زياد أيضاً قوله: أربعة أعمال لا يليها إلا المسن الذي عض على [1] الإدارة العسكرية (2/ 473). [2] كان ذلك في عام 42 هـ فتوح البلدان (1/ 139). [3] مدينة بأرمينية تتاخم أران كان ثغراً. [4] النشوي: مدينة بأذربيجان، معجم البلدان (5/ 286). [5] برذعة: في أقصى أذربيجان، معجم البلدان (1/ 379). [6] بيلقان: في أرمينية الكبرى قريبة من شروان معجم البلدان (1/ 533). [7] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية (2/ 474). [8] المصدر نفسه (2/ 474). [9] كان ذلك سنة 51 هـ الإدارة العسكرية (2/ 474) .. [10] الأوائل للعسكري نقلاً عن الإدارة العسكرية (2/ 475). [11] المحاسن والمساويء صـ269.
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 455