اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 442
وستين الهجرية، ويبدو أنه قطع النهر ثانية في سنة ثلاث وستين الهجرية [1]، لأنه علم بأنّ الصُّغد قد جمعت له،
فقاتلهم وقتل ملكهم [2]، ولكنه عاد مسرعاً إلى (مرو) ليعالج مشاكل المنطقة الداخلية، فقد أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم [3]، فقد مات يزيد بن معاوية سنة أربع ستين فبويع بعده معاوية بن يزيد بن معاوية فلم يمكث إلا ثلاثة اشهر حتى هلك، وقيل: بل ملك أربعين يوماً ثمّ مات ([4])،
وقيل غير ذلك، ولم بلغ سلم موت يزيد بن معاوية كتم ذلك، ولكنّ الخبر انتشر بين الناس في خُراسان انتشار النار في الهشيم، فمثل هذا الخبر يستحيل كتمانه مدة طويلة، ولما علم سلم بانتشار خبر موت يزيد بين الناس، أظهر موت يزيد وابنه معاوية، ودعا الناس إلى البيعة على الرضى حتى يستقيم أمر الناس على خليفة، فبايعوه ثمّ نكثوا بعد شهرين، وكان سلم محسناً إليهم محبوباً فيهم، ولكن قسما من القبائل العربية خلعوه عصبية وتعصباً وفتنة، فلم يجد أهل خُراسان أميراً قد حبهم مثل سَلْم بن زياد [5]، ولكن قائلهم قال: بئس ما ظنّ سَلْم، إن ظنَّ أنه يتأمر علينا في الجماعة والفتنة [6]، ووثب أهل خُراسان بعمالهم فأخرجوهم، وغلب كل قوم على ناحية، ووقعت الفتنة، ووقعت الحرب [7]، ونسب الاقتتال بين القبائل العربية، وأصبحت خراسان مناطق في كل منطقة قائد وأمير، وتساقطت القتلى بين المسلمين بالسيوف، وتوقف الفتح وتوجه سَلْم إلى عبد الله بن الزبير في مكة المكرمة [8].
سادساً: فتوحات السند في عهد معاوية:
تمكن المسلمون في عهد معاوية رضي الله عنه من بسط نفوذهم إلى ما وراء نهر السند، ففي سنة 44 هـ غزا المهلب بن أبي صفرة ثغر السند فأتى بَنَّة [9]، ولاهور، [1] قادة الفتح الإسلامي صـ152. [2] فتوح البلدان صـ582. [3] قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر صـ152. [4] الكامل في التاريخ (2/ 605) .. [5] الكامل في التاريخ (2/ 622). [6] فتوح البلدان صـ582. [7] قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر صـ153. [8] فتوح البلدان صـ582، قادة الفتح الإسلامي صـ154. [9] بَنَّة: مدينة بكابل، ياقوت: ومعجم البلدان (2/ 500).
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 442