اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 421
البربر يجلونه ويحبونه وكان نصرانياً متمسكاً بدينه، وكان لا يعرف حقيقة الإسلام والمسلمين، فاستطاع الروم أن يوحوا إليه ما أرادوا في الإسلام والمسلمين فرآهم عدواً لدينه ووطنه، ورأى أن أبا المهاجر في ميلة، فعلم أنه لا بد أن يسير لافتتاح المغرب الأوسط
والأقصى، فذهب يدعو البربر لمكافحة المسلمين والاستعداد لحربهم وإجلائهم عن بلادهم، فتحمس البربر بثورة أميرهم كسيلة فلبسوا لامة الحرب، واستعدوا للقراع، فتجمع لكسيلة جيش كثيف من البربر والروم [1].
1 ـ معركة تلمسان[2]: بعد أن استكمل كسيلة عدته عسكر في تلمسان، وانتظر اللقاء المرتقب مع أبي المهاجر ولم يطل انتظاره، فقد وصل أبو المهاجر، وعسكر بجيشه حول تلمسان، فألتقى الجيشان ودارت معركة قاسية، أبلى فيها كل من الفريقين بلاءً كبيراً، وأدركوا خطورتها وأن لها ما بعدها، وكثر القتلى من الجيشين، ثم أنزل الله نصره على المسلمين، فهزموا جيش كسيلة فولى الأدبار.
2 ـ إسلام كسيلة:
أسر كسيلة في معركة تلمسان وحمل إلى أبي المهاجر فأحسن إليه وقربه وعامله معاملة الملوك [3]، وطمع في إسلامه، فحدثه عن الإسلام وعرفه حقيقته، وإنه دين التوحيد الخالص، والعدل والمساواة، والأخوة، وأنه لو أسلم فلن يخسر شيئاً، بل العكس سوف يكسب الكثير روحياً ومادياً، وكان كسيلة ذكياً طموحاً مخلصاً لقومه لا يريد لهم إلا الإصلاح، فآمن كسيلة، وأصبح من المسلمين وأغرم بالعربية فصار يتعلمها، وأصبح من المقربين من أبي المهاجر وشمّر كسيلة لمناصرة الإسلام والمسلمين ودعا قومه البربر للدين الحنيف، وكان البربر قد تفتحت قلوبهم للإسلام والمسلمين وعاد أبو المهاجر بعد أن اطمأن إلى أمور المغرب الأوسط وإلى إسلام البربر إلى مقره قريباً من القيروان، وأقام بقرية تسمى دكرور يراقب الأمور، ويرصد تحركات الروم ودسائسهم ويعمل على إزالة نفوذهم من الشمال الإفريقي، لكن لسوء الحظ لم يطل به المقام، فقد توفي مولاه مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر سنة 62 هـ وكان مسلمة سنداً قوياً لأبي [1] تاريخ المغرب الكبير (2/ 38). [2] هما مدينتان أحدهما قديمة والأخرى جديدة اختطها المرابطون فهي كالقسطاط والقاهرة من أرض مصر معجم البلدان (2/ 44). [3] تاريخ المغرب الكبير (2/ 38).
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 421