responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 419
الأحقاد وأن يكون السابق منهم حريصاً كذلك على أن يعطي خبرته وتجاربه ونصائحه للاحق، حتى ينجح في مهمته لأن هدفهم واحد وهو الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته ونشر دينه [1].

خامساً: فتوحات أبي المهاجر دينار 55 ـ 62 هـ:
على الرغم ... من الخطأ الكبير الذي ارتكبه أبو المهاجر في حق سلفه، المجاهد الكبير عقبة بن نافع، إلا أن الإنصاف يقتضينا أن نقول أنه قام بدور عظيم في فتح المغرب وتمهيده لقبول الإسلام ديناً ونظام حياة، فقد كان أبو المهاجر يتمتع بقدر كبير من الكياسة والسياسة وحسن التصرف، وقد رأى ـ بثاقب نظرة ـ أن سياسة الشدة التي كان يسير عليها عقبة بن نافع لا بد أن تغير، وعليه أن يصطنع بدلها سياسة كسب القلوب، فالبربر قوم أشداء يعتدون بكرامتهم وحريتهم فسياسة اللين معهم قد تكون أجدى من سياسة الشدة وقد نجح أبو المهاجر في سياسته تلك نجاحاً كبيراً، كما أن أبا المهاجر قد أدرك أن الذين يحركون البربر في شمال أفريقيا ضد المسلمين ويؤلبونهم عليهم، هم الروم [2]، الذين أخذوا يتحببون إلى البربر ولذلك انتهج سياسة تقوم على كشف حقيقة الروم وعلى إقناع البربر أن المسلمين ما جاءوا إلى هذه البلاد يستعمروهم ويستعبدونهم ويستغلوا بلادهم، كما يحاول الروم أن يفهموهم، وإنما جاءوا لهدايتهم ولخيرهم ودعوتهم إلى الإسلام الذي فيه سعادتهم ومساعدتهم على التحرر من ربقة الروم، الذين يستغلون بلادهم منذ قرون، وكان الروم رغم الهزائم التي حلت بهم في وسط إقليم إفريقية وجنوبه، لازالوا قوة في الشمال، ولازالت عاصمتهم قرطاجنة عذراء لم يقصدها أحد من الفاتحين الأولين، ثم إنهم لازالوا قوة في ساحل المغرب من بنزرت إلى طنجة، فكان على أبي المهاجر أن يضرب الروم ضربة قوية ليضعضع نفوذهم في تلك النواحي، ويكسر الحلف الذي عقدوه مع البربر، فسار إلى قرطاجنة ونازلها ([3]
فاستغلقت وتحصنت بالأسوار العالية، فشدد أبو المهاجر الحصار عليها فعلم الروم أنه لا قبل لهم
بالجيش الإسلامي، وأن أبا المهاجر لا بد أن ينتصر عليهم، فيدخل

[1] العالم الإسلامي في العصر الأموي صـ274.
[2] تاريخ المغرب الكبير (2/ 33).
[3] النجوم الزاهرة (1/ 152) ..
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست