اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 344
مقيد بأوامر الخليفة، لا يقضي إلا بعد رأيه، ولا يفصل إلا بعد مشاورته، وكان الوالي يرجع إلى الخليفة في كل ما يتصل بالمصالح العامة، فإذا كان الأمر خاصاً بولايته له أن يتصرف فيه بحسب ما يحقق المصلحة العامة، وإلا فهو مسؤول أمام الخليفة عن كل تصرفاته وكان ولايات الدولة الكبرى في عهد معاوية [1]، دمشق العاصمة، والبصرة، والكوفة، والمدينة ومكة، ومصر وغيرها وأما ولاة الأمصار في عهد معاوية فسوف نتحدث عنهم في حديثنا عن كل إقليم بإذن الله تعالى:
أولاً: البصرة: ومن أشهر ولاتها في عهد معاوية فهم:
1 ـ بسر بن أرطأة رضي الله عنه تولى الولاية عام 41 هـ وجاءت روايات لم تصل إلى درجة الصحة تشير إلى تعرض بسر لأبنا زياد بن أبيه [2] ثم عزل وعين بدله عبد الله بن عامر:
2 ـ عبد الله بن عامر رضي الله عنه: 41 ـ 44 هـ: ففي هذه السنة أي 41 هـ ولى معاوية عبد الله بن عامر البصرة، وحرب سجستان [3]، وخراسان [4]. ولم يكن تعيين عبد الله بن عامر على البصرة لأسباب شخصية، لأنه لم ترد رواية صحيحة تؤكد ذلك ولكن اختيار معاوية رضي الله عنه له كان نتيجة خبرته السابقة في ولاية البصرة وحرب سجستان وخراسان أيام عثمان، فما كان من معاوية إلا أن أسند الأمن إلى أهله، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب [5]، وبعد أن مضى ابن عامر ثلاث سنوات
تمكن فيها من تثبيت الفتح في سجستان وخراسان واستفاد المسلمون من خبرته العسكرية، ثم دعت الحاجة إلى تغييره، فعزله معاوية وولى الحارث بن عبد الله الأزدي البصرة في أول سنة خمس وأربعين، فأقام بالبصرة أربعة أشهر، ثم عزله وولاها زياداً [6]. [1] الدولة الأموية (1/ 97) محمد سيد الوكيل. [2] تاريخ الطبري (6/ 82). [3] سجستان: تقع حالياً جنوب غرب أفغانستان. [4] تشمل حالياً: شمال شرق إيران، وشمال غرب أفغانستان. [5] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ 234. [6] تاريخ الطبري (6/ 133).
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 344