اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 340
المبحث الثامن: الولاة والإدارة في عهد معاوية رضي الله عنه:
حاول معاوية رضي الله عنه طيلة فترة خلافته أن يجعل أسلوب حكمه في وضع بين المركزية واللامركزية. فقد اتخذ من دمشق عاصمة للدولة، وغدت المركز الرئيسي الذي تصدر منه الأوامر السياسية والاقتصادية والإدارية للدولة، أما ترتيب أمور الولايات داخلياً فقد ترك معاوية رضي الله عنه للولاة ليقوموا به كل حسب خبرته وجدارته على أن يكونوا جميعاً مسئولين أمام معاوية رضي الله عنه مسئولية مباشرة ومحاسبين على كل عمل يقوموا به، ولعل من ضمن الأسباب التي حدت بمعاوية لأن يتخذ من دمشق عاصمة للدولة الأموية هو معرفته الجيدة بأهل الشام وثقته التامة فيهم وفي ولائهم له، فقد أمضى معاوية رضي الله عنه هناك قرابة عشرين عاماً أميراً على بلاد الشام، كان خلالها يتمتع خلالها بشعبية كبيرة بينهم، ولعلّ معاوية رضي الله عنه كذلك كان يشعر أن استمرار دولة الأمويين يعتمد في درجة كبيرة على مدى المساعدة التي يقدمها إليه أهل الشام خاصة، كان معاوية رضي الله عنه يعي هذه المسائل جيداً ويعيرها جلّ انتباهه، لذلك حاول جهده منذ البداية أن يعمل على حفظ التوازن بين رجالات القبائل العربية المختلفة في بلاد الشام وعلى درجة الخصوص القبائل اليمانية والقبائل القيسية [1]، وقد عمل معاوية رضي الله عنه كل ما في استطاعته لإبعاد التوازن بين مصالح الطرفين في بلاد الشام، فقد كان في خدمة معاوية رضي الله عنه رجالات من القيسية أمثال الضحاك بين قيس الفهري وحبيب بن مسلمة الفهري، مثلما كان هناك رجالات من اليمانية أمثال مالك بن هبيرة السكوني، وشرحبيل بن سمط الكندي وحسان بن بحدل الكلبي وغيرهم، كما أن معاوية رضي الله عنه حصل على مساعدات من كلا الطرفين إبان فترتي ولايته وخلافته وكانوا يحاربون إلى جانبه في جيش واحد وتحت إمرة واحدة ([2])،
وكانت سياسة معاوية تقوم على الاستعانة بأفراد من أقاربه أبناء البيت الأموي مثل: عنبسة بن أبي سفيان، وعتبة [1] خلافة معاوية بن أبي سفيان، العقيلي صـ70. [2] المصدر نفسه صـ73 ..
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 340