اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 290
من كان يتولى إستثمارها، على أن يؤدي لبيت المال ما عليها، وأول من أقطع عثمان بن عفان رضي الله عنه [1]، وذلك بدافع زيادة
غلتها، وقد اشترط على من يقطعه إياها حق الفيء [2]، فبلغت غلتها آنذاك خمسين مليون درهماً [3]، وانتبه معاوية بن أبي سفيان للصوافي في وقت مبكر، وكتب إلى الخليفة عثمان سأله أن يقطعه إياها، ليقوى بها على ما وصف في كتابه يقول ابن عساكر: حتى كتب معاوية في إمرته على الشام إلى عثمان أن الذي أجراه عليه من الرزق في عمله ليس يقوم بمؤن من يقدم عليه من وفود الأجناد ورسل أمرائهم، ومن يقدم عليه من رسل الروم ووفودها. ووصف في كتابه هذه المزارع الصافية وسماها له، وسأله أن يقطعه إياها ليقوى بها على ما وصف له وأنها ليست من قرى أهل الذمة ولا الخراج، فكتب إليه عثمان بذلك كتاباً [4]، يضاف إلى تلك المزارع، مزارع وأراضي بني فوقا الذين لا وراث لهم، فأخذ معاوية ما يليهم [5]. ولما أفضى الأمر إليه، جعل هذه الأراضي حبساً [6] على فقراء أهل بيته والمسلمين [7]، وأشار المؤرخ الشيعي اليعقوبي إلى أن معاوية جعل هذه الأراضي، وضياع الملوك في الشام والجزيرة واليمن والعراق خالصة لنفسه عندما أفضى الأمر إليه [8].
فاقطع منها فقراء أهل بيته وخاصته، واعتبر بذلك: أول من كانت له الصوافي في جميع أرجاء الدنيا [9]، وهذه الإشارة من اليعقوبي تلفت الإنتباه نظر إلى الالتباس الواضح في لغتها، فقد ذكرت صوافي في الجزيرة واليمن علماً بأن عمر بن الخطاب كان قد أصفى مجموعات خاصة في أراضي السواد وأراضي الشام لم يدخل فيها صوافي الجزيرة واليمن [10]. كما أشار اليعقوبي إلى أن معاوية جعل هذه الأراضي خالصة لنفسه، فأقطع منها فقراء أهل بيته وخاصته، وبمقارنة هذا [1] فتوح البلدان صـ273. [2] الأحكام السلطانية صـ193. [3] المصدر نفسه صـ193. [4] تهذيب تاريخ دمشق (1/ 184) الخراج د. غيداء صـ307. [5] الخراج، د. غيداء صـ307. [6] الحبس: الوقف. [7] تهذيب تاريخ دمشق (1/ 84) الخراج، غيداء صـ307. [8] تاريخ اليعقوبي (2/ 232 ـ 234). [9] تاريخ اليعقوبي (2/ 234). [10] المعرفة والتاريخ (1/ 434) الخراج، غيداء صـ307.
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 290