responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 267
النحو في البصرة وكان أول من استَنَّ العربية، وفتح بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسها، فكان سراة الناس يلحنون ووجوه الناس، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف، وحرف الجر والرفع والنصب والجزم [1]، وألف كتاباً في النحو [2] وكان شاعراً، ومن أشهر أبياته قوله:
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم؟
تصف الدواء لذي السقام ... وذي الظنا كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبداً وأنت من الرشاد عديم
إبدأ بنفسك فانهَها عن غيّها ... فإذا انتهت عنه، فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويهتدي ... بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم (3)
وله في الزهد المبرأ من الكسل كقوله:
وإذا طلبت من الحوائج حاجة ... فادع الإله وأحسن الأعمال
فليعطينك ما أراد بقدرة ... فهو اللطيف لما أراد فعالا
ودع العباد وشأنهم وأمورهم ... بيد الإله يقلّب الأحوال (4)

3 ـ اهتمام معاوية بالعلوم التجريبية:
ورثت الدولة الأموية علوم الأعاجم من الفرس والروم بعد انهيار دولتهم، وكان لابد ـ للإفادة من ذلك التراث ـ من ترجمته ونقله إلى العربية بعد أن غدا: تراثاً تقليدياً تداولته أيدي الشارحين والمحترفين ممن أجادوا اليونانية أو السريانية [5]، وقد كان بعض هذه الترجمات حافزاً على الاهتمام بالعلوم التجريبية وربما العكس صحيحاً أحياناً .. ومعلوم أن كل ذلك يحتاج إلى جهد كبير تعجز عنه

[1] طبقان النحويين صـ21 الزبيدي، الحياة العلمية في العراق صـ104.
[2] الشعر والشعراء (2/ 729).
(3) الأدب الإسلامي وتاريخه (2/ 17) عابد الهاشمي.
(4) المصدر نفسه (2/ 17)، ديوان أبي الأسود الدؤلي.
[5] تاريخ سوريا، فيليب حتى، (1/ 132) الدولة الأموية شاهين صـ459.
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست