اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 263
يزيد نحو التخلق بهذا الخلق الكريم. العفو عند المقدرة، هذا الخلق الذي يعتبر من أهم عناصر السيادة وسياسة الأمة، ولقد ذكَّره بقدرة الله جل وعلا عليه ليحطَّ من تعاظمه بنفسه وليخشى الله سبحانه فيمن هم تحت يده (1)
ثانياً: اهتماماته العلمية:
كان معاوية رضي الله عنه يشجع الولاة والعلماء وأبناء الأمة على إيجاد نهضة ثقافية حضارية، وشهد عصره نهضة في التفسير وعلوم القرآن والفقه والعقيدة، وتأالق فيه نجم عديد من العلماء الذين ظل المسلمون بعد ذلك يأخذون من علومهم ويستشهدون بأقوالهم واجتهاداتهم، كابن عباس وأبي هريرة، وابن عمر، وغيرهم وكانت العلوم الرئيسية هي القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه واللغة العربية واهتم معاوية رضي الله عنه بغيرها من العلوم أيضاً منها:
1 ـ اهتمام معاوية بالتاريخ: كان معاوية رضي الله عنه الراعي الذي عمل على أول تدوين باللغة العربية للتاريخ بمعناه العام لا على أنه المغازي النبوية وقصص الأنبياء، ولا على أنه الأنساب , وأيام العرب، ولكن على أنه تاريخ الأمم السالفة، وسير الملوك والحروب وأنواع السياسات مما هو جدير بالقراءة على الملوك [2]، فقد كان ينام ثلث الليل، ثم يقوم فيقعد فيحضر الدفاتر فيها سير الملوك وأخبارها والحروب والمكائد، فيقرأ ذلك غلمان له مرتبون، وقد وكلوا بحفظها وقراءتها، فتمر بسمعه كل ليلة جملة من الأخبار والآثار وأنواع السياسات [3]، وقد استدعى معاوية عبيدة بن شرية وهو أحد علماء التاريخ البارزين في بلاد اليمن إلى دمشق وسأله عن أخبار القدماء وملوك العرب والعجم وأمر معاوية كتّابه أن يدونوا ما يتحدث به عبيد الله بن شربة كتاب الأمثال وكتاب الملوك وأخبار الماضين [4]، ولم يكن عبيدة هذا هو العالم الوحيد الذي استقدمه معاوية إلى دمشق فكتب عنه روايات
(1) التاريخ الإسلامي (17/ 24). [2] الدولة الأموية، حمدي شاهين صـ454، التاريخ العربي (1/ 95). [3] مروج الذهب (2/ 41) الدولة الأموية حمدي صـ455. [4] المصدر نفسه (2/ 85) المصدر نفسه صـ455، التعليم في العصر الأموي صـ117 انتصار السبتي.
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 263