اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 260
فسمع معاوية فنهض إليهنّ، فاستعلمهن ما الخبر، فقلن: سمعنا صوت سيدتنا فصِحنا. فدخل فإذا هي تبكي من ضربه، فقال لابن عامر: ويحك مثل هذه تضرب في مثل هذه الليلة؟ ثم قال له: اخرج من ههنا، فخرج وخلا بها معاوية فقال لها: يا بُنَّيةُ، إنه زوجك الذي أحله الله لك، أو ما سمعتِ قول الشاعر:
من الخَضِرات [1] البيض أمّا حرامها ... فصعب وأمّا حِلُّها فذلول
ثم خرج معاوية من عندها، وقال لزوجها: أدخل فقد مهدت لك خُلُقها ووطَّأته، فدخل ابن عامر، فوجدها قد طابت أخلاقها فقضى حاجته منها [2] رحمهم الله تعالى.
11 ـ هل يصح قول معاوية: إن الكريم طروب:
عن محمد بن عامر، قال: لام معاوية عبد الله بن جعفر على الغناء، فدخل يوماً على معاوية ومعه بُديح [3]، ومعاوية واضع رجلاً على رجل، فقال: عبد الله لبديح: أيها [4] يا بديح، فتغنى، فحرك معاوية رجله، فقال عبد الله: مه يا أمير المؤمنين. فقال معاوية: إن الكريم طروب [5]، هذا الخبر أورده البلاذري [6] بنحوه، وأورده ابن عبد ربه [7]، مع بعض
الزيادات المنكرة [8] وهذه الرواية الضعيفة يردها ما أخرجه الطبراني بإسناد حسن، من طريق كيسان مولى معاوية قال: خطب معاوية الناس فقال: يا ايها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تسع، وأنا أنهاكم عنهن، النوح، والشَّعر، والتبرُّج، والتصاوير، وجلود السباع، والغناء، والذهب، والحِرُّ والحرير [9]، وكان رضي الله عنه ـ ينهي عن الاستماع إلى الغناء وينكر ذلك على من يعرف به، وكان عامله على المدينة بن الحكم شديداً على أهل الدعارة والفسوق، فكانوا يهربون من المدينة أثناء ولايته [10]. [1] الخضرات: جمع خَضِرة من الخضر وهو شدة الحياء. [2] البداية والنهاية (11/ 464). [3] بديح المليح، من موالي عبد الله بن جعفر. [4] إيه: كلمة استزادة واستنطاف الفيروز أبادي القاموس 1604. [5] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ82. [6] أنساب الأشراف (4/ 27) مرويات خلافة معاوية صـ83. [7] العقد الفريد (6/ 21، 22) مرويات خلافة معاوية صـ83. [8] مرويات خلافة معاوية صـ83. [9] المعجم الكبير (19/ 373) إسناده حسن. [10] الدولة والمجتمع في العصر الأموي صـ94.
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 260