اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 243
من مالك بن هبيرة [1].وقد كان يسعى معاوية غير القتل من العقوبات، كالسجن، أو تفريق حجر وجماعته، أويمن بهم على عشائرهم (2)
5 ـ ما قيل في حجر بن عدي من رثاء:
قالت هند ابنة زيد بن مخرمة الأنصارية في رثاء حجر:
ترفع أيها القمر المنير ... تَبَصَّرْ هل ترى حجراً يسير
يسير إلى معاوية بن حرب ... ليقتله كم زعم الأمير
تجبرت الجبابر بعد حجر ... وطاب لها الخورنق والسدير
وأصبحت البلاد بها محولا ... كأن لم يحيها مزن مطير
ألا يا حجر حجر بن عدي ... تلقاك السلامة والسرور
أخاف عليك ما أدري عديا ... وشيخاً في دمشق له زئير
إلى أن قالت:
ألا ياليت حجراً مات موتاً ... ولم ينحر كما نحر البعير
فإن تهلك فكل زعيم قوم ... من الدنيا إلى هُلكٍ يصير [3].
وفيما عدا قضية حجر وأصحابه فقد حافظ معاوية على سياسته السلمية القائمة على الحلم وسعة الصدر مع رعيته والتي لخصها هو نفسه في جمل يسيره حين قال: لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أصنع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت كانوا إذا شدوها أرخيتها وإذا أرخوها شددتها [4]، وهي سياسة حكيمة تفسح المجال أمام القول إذا ما ظل في حدود لا يتعداها، فحيث يكفي المال عن اللسان يعتمده، ولا يضع السوط حيث يكفي اللسان، ولا يضع السيف حيث يكفي السوط [5]، وقد قيل: بأن سليم مولى زياد فخر بزياد عند معاوية فقال معاوية: اسكت ما أدرك صاحبك شيئاً قط بسيفه إلا وقد أدركت أكثر منه بلساني [6]. [1] أثر الحياة السياسية في الدولة الأموية صـ671، الطبقات الكبرى (7/ 420).
(2) القرّاء ودورهم في الحياة العامة صـ195. [3] تاريخ الطبري (6/ 196). [4] السلطان لابن قتيبه صـ51. [5] السلطة والمعارضة في الإسلام، زهير هوّاري صـ262. [6] السلطان لابن قتيبة صـ53.
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 243