اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 202
ورحمة [1] وقال: فلم يكن من ملوك المسلمين خيراً منهم في زمان معاوية [2] إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده أما إذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل, وذكر ابن تيمية قول الأعمش عندما ذكر عنده عمر بن العزيز فقال: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه, قال لا والله في عدله.
17 - وقال الذهبي - رحمه الله -: أمير المؤمنين, ملك الإسلام [3] وقال ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببريء من الهَنَات, والله يعفو عنه [4] وحسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم - هو ثغر- فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه ... فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه [5].
18 - وقال ابن كثير رحمه الله -: وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين ... فلم يزل مستقلا بالأمر في هذه السنة التي كانت فيها وفاته, والجهاد في بلاد العدو قائم, وكلمة الله عاليه, والغنائم تَرِد إليه
من أطراف الأرض, والمسلمون معه في راحة وعدل, وصفح وعفو [6] وقال: كان حليماً وقوراً, رئيساً, سيداً في الناس, كريماً, عادلا, شهماً [7]. وقال عنه أيضاً: كان جيد السيرة, حسن التجاوز جميل العفو, كثير الستر رحمه الله تعالى [8].
19 - قال ابن خلدون رحمه الله: وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدول الخلفاء وأخبارهم فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة .... والحق إن معاوية في عداد الخلفاء وإنَّما أَخَّره المؤرخون في التأليف عنهم لأمرين:
الأول: إن الخلافة لعهده كانت مغالبة لأجل ما قدّمناه من العصبية التي حدثت لعصره, وأما قبل ذلك فكانت اختياراً واجتماعاً, فيمَّيزوا بين الحالتين. فكان معاوية أوّل خلفاء المغالبة والعصبَّية الذين يعبرّ عنهم أهل الأهواء بالملوك, ويشبِّهون بعضهم ببعض, وحاش لله أن يشبَّه معاوية بأحد ممَّن بعده. فهو من الخلفاء الراشدين ومن [1] الفتاوى (4/ 478). [2] منهاج السنة (6/ 232) (3/ 185). [3] سير أعلام النبلاء (3/ 120). [4] المصدر نفسه (3/ 159). [5] سير أعلام النبلاء (3/ 132 - 133). [6] البداية والنهاية (11/ 400). [7] البداية والنهاية (11/ 397). [8] المصدر نفسه (11/ 419)
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 202