اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 176
تكون، يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت [1]. وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك، أو ملكه من يشاء [2]، وقوله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك [3]. وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً [4]، وبذلك تكون
مرحلة خلافة النبوة قد انتهت بتنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية في شهر ربيع الأول من سنة 41 هـ [5] فالحديث النبوي الكريم أشار إلى مراحل تاريخية وهي:
أـ عهد النبوة.
ب ـ عهد الخلافة الراشدة.
جـ ـ عهد الملك العضوض [6].
د ـ عهد الملك الجبري.
س ـ ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون خلافة نبوة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة [7] ويجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء وإن كانوا ملوكاً، ولم يكونوا خلفاء الأنبياء بدليل ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت بنو إسرائيل يسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا [1] مسند أحمد (4/ 371 ـ 372) سلسلة الأحاديث الصحيحة. [2] سنن أبي داود شرح عون المعبودل (12/ 259) صحيح سنن الألباني (3/ 879). [3] سنن الترمذي شرح تحفة الأحوذي (6/ 395 ـ 397) حديث حسن. [4] البداية والنهاية (8/ 16). [5] مرويات خلافة معاوية صـ 165. [6] العضوض: الشديد فيه عسف وعنف وظلم. [7] سنن الدرامي (2/ 114) الأشربة، الفتاوي (35/ 14).
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 176