اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 162
الهجرة وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً [1] , وبذلك يكون الحسن بن علي خامس الخلفاء الراشدين [2] , وقد تحدث عن شرعية الحسن بن علي بالخلافة كثير من علماء أهل السنة منهم أبو بكر بن العربي [3] , والقاضي عياض [4] , وابن كثير [5] , وشارح الطحاوية [6] , والمناوي [7] , وابن الحجر الهيثمي [8] , ولو أراد الحسن أن
يتعب معاوية بحكم أن الشرعية معه لأمكن ذلك, ولقام بترتيب حملة إعلامية منظمة في أوساط أهل الشام, لكسب ثقتهم أو على الأقل زعزعة موقف معاوية بينهم, فقد كان يملك قوة معنوية ونفوذ روحي لا يستهان به بحكم الشرعية التي يستند إليها, ولكونه حفيد الرسول صلي الله عليه وسلم
2 - تقييم الحسن بن علي للموقف وقدراته القيادية:
فعندما قال له نفير بن الحضرمي: إن الناس يزعمون إنك تريد الخلافة، فقال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله [9]، فهذه شهادة الحسن رضي الله عنه، بأنه كان في وضع قوي، وبأن اتباعه على استعداد لمحاربة من يريد أو مسالمتهم، كما كان رضي الله عنه يملك من الملكات الخطابية والفصاحة البيانية، وصدق العاطفة وقوة التأثير والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجعله أكثر قوة وتماسكاً ودليلنا على ذلك، ما قام به من إستنفار أهل الكوفة للخروج مع والده، وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قد ثبط الناس ونهاهم عن الخروج والقتال والفتنة وأسمعهم ما سمعه من رسول الله من التحذير من الاشتراك في الفتنة [10]، فقد أرسل علي رضي الله عنه قبل الحسن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما، وأرسل علي بعد ذلك هشام بن عقبة بن أبي وقاص، ففشل في مهمته لتأثير أبي موسى عليهم [11]، وأتبعه علي بعبد الله بن عباس، فأبطوا عليه، [1] البدابة والنهاية (11/ 134) [2] مآثر الانافة (1/ 105) مرويات خلافة معاوية ص 155 [3] أحكام القران لابن العربي (4/ 1720) [4] شرح النووي على صحيح مسلم (12/ 201) [5] البداية والنهاية (11/ 134) [6] شرح الطحاوية ص 545 [7] فيض القدير (2/ 409) [8] الصواعق المحرقه (2/ 397) [9] البداية والنهاية (11/ 206). [10] تاريخ الطبري (5/ 514) مصنف بن أبي شيبة (15/ 12) إسناده حسن. [11] خلافة علي بي أبي طالب صـ 144، لعبد الحميد سير أعلام (3/ 486).
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 162