اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 161
ما هو؟ قال تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت (1)
, وفي رواية ابن سعد: إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين, بايعهم على الأمرة, وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه, ويرضوا بما رضي به [2] , ويستفاد من الروايات السابقة ابتداء
الحسن رضي الله عنه في التمهيد للصلح فور استخلافه وقد باشر الحسن بن علي سلطته كخليفة, فرتب العمال وأمّر الأمراء وجند الجنود وفرق العطايا, وزاد المقاتلة في العطاء مائة مائة فاكتسب بذلك رضاءهم [3] , وكان في وسعه أن يخوض حرباً لاهوادة فيها ضد معاوية, وكانت شخصيته الفذة من الناحية العسكرية والأخلاقية, والسياسية, والدينية تساعده على ذلك مع وجود عوامل أخرى, كوجود قيس بن سعد بن عبادة, وحاتم بن عدي الطائي وغيرهم في صفه من الذين لهم من القدرات, القيادية الشيء الكثير, إلا أن الحسن بن علي, مال إلى السلم والصلح لحقن الدماء, وتوحيد الأمة, والرغبة فيها عند الله وزهده في الملك وغير ذلك من الأسباب وقد قاد الحسن بن علي مشروع الإصلاح الذي توّج بوحدة الأمة,
وقد تنازل الحسن بن علي من موقف قوة وهناك دلائل تشيرُ إلى ذلك منها:
1 - الشرعية التي كان يملكها الحسن:
لقد اختير الحسن بن علي بعد والده اختياراً شورياً وأصبح الخليفة الشرعي على الحجاز واليمن والعراق, وكل الأماكن التي كانت خاضعة لوالده, وقد استمر في خلافته ستة أشهر وتلك المدة تدخل ضمن الخلافة الراشدة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن مدتها ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً, فقد روى الترمذي بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك [4] , وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال: إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي, فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين سنة, وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من
(1) الطبقات تحقيق د .. محمد السلمي (1/ 286,287) [2] المصدر نفسه (1/ 316,317) [3] تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي ص 67, مقاتل الطالبيين ص 55 [4] سنن الترمذي مع شرحها تحفة الأحوذي (6/ 397 - 395) حديث حسن
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 161