responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 158
الحادي عشر: استشهاد أمير المؤمنين علي واستقبال معاوية خبر مقتله:
ولما لم يتمكن علي رضي الله عنه من تجهيز الجيش بما يصبو ويريد ورأى خذلانهم كره الحياة وتمنى الموت الموت وكان يتوجه إلى الله بالدعاء ويطلب منه عز وجل أن يعجل منيته, فمما روي عنه أنه خطب يوماً فقال: اللهم إني قد سئمتهم وسئموني ومللتهم وملوني, فأرحني منهم وأرحهم مني, فما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم, ووضع يده على لحيته [1] ,وقد ألح عليُّ رضي الله عنه في الدعاء في أيامه الأخيرة, فعن جندب قال: ازدحموا على علي رضي الله عنه حتى وطئوا على رحاله فقال: اللهم إني قد مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني, فأرحني منهم وأرحهم [2] , وفي رواية أخرى عن أبي صالح قال: شهدت علياً وضع المصحف على رأسه حتى سمعت تقعقع الورق, فقال: اللهم إني سألتهم ما فيه فمنعوني, اللهم إني قد مللتهم وملوني, وأبغضتهم وأبغضوني, وحملوني على غير أخلاقي, فأبدلهم بي شراً مني, وأبدلني بهم خيراً منهم ومث
قلوبهم ميثة الملح في الماء [3] , وفي رواية فلم يلبث إلا ثلاثاً أو نحو ذلك, حتى قتل رحمه الله [4] , وقال الحسن ابن علي: قال لي علي رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنح لي الليلة في منامي, فقلت: يارسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد [5]؟ قال: ادع عليهم قلت: ,اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم , وأبدلهم بي من هو شر مني لهم. قال الحسن رضي الله عنه فخرج فضربه الرجل [6].
ولما جاء خبر قتل علي إلى معاوية رضي الله عنهما جعل يبكي, فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم [7] وكان معاوية يكتب فيما ينزل به يسأل له علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذلك, فلما بلغه قتله قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب, فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام, فقال له: دعني عنك [8] , وقد

[1] مصنف عبد الرزاق (10/ 154) بإسناد صحيح, الطبقات (3/ 4)
[2] الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (1/ 37) بإسناد حسن خلافة علي ص432
[3] سير أعلام النبلاء (3/ 144)
[4] المحن ص 99 لأبي العرب وخلافة علي لعبد الحميد ص432
[5] الأود: العوج, اللدد: الخصومة
[6] تاريخ الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين ص 649
[7] البداية والنهاية (8/ 133)
[8] الاستيعاب (3/ 1108)
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست