اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 92
الطلعة [1] ما كسرت له راية قط، ولما أيقن بالموت أخذ بعض مماليكه صنجقه [2] فكسره وقال: ما يحمله غيره، فقال: لا تفعل فو الله ما كسر قط.
قال أبو المظفر ابن الجوزي [3]: أعتق مماليكه وجواريه وكان عفيفا عن المحارم ما خلا بامرأة قط إلا أن تكون زوجته أو جاريته، وبنى [4] مسجد أبي الدرداء بقلعة دمشق وزخرفه، وكان عاقدا مقامه فيه، والمسجد [5] الذي خارج باب النصر، وجامع العقيبة [6] وكان خان فسق (26 أ)، فاشتراه وهدمه وبناه جامعا، ومسجد القصب [7] خارج باب السلامة، وجامع بيت الآبار [8]، ودار الحديث الاشرفية [9] وأوقف عليها الأوقاف وزاد وقف دار الحديث النورية [10] وغير ذلك. وكان حسن الظن بالفقراء يحسن اليهم ويزورهم ويتفقدهم بالمال، وكان طول [ليالي] [11] رمضان لا يغلق باب القلعة وجفان [12] الحلوى خارجة الى الجامع والزوايا والربط والى الجبل وغيره، وكان إنعامه شاملا للخاص والعام. وكان مرضه في رجب من مرضين مختلفين في الأعالي والأسافل، وقوى عليه الذّرب [13] [فكان يتحامل إلى [1] في مرآة الزمان 8/ 711، ومفرج الكروب 5/ 140: «ميمون النقيبة» أي مبارك النفس، لسان العرب 1/ 768 مادة «نقب». [2] كذا في الأصل والصواب سنجق، والسنجق باللغة العربية معناه الطعن وسميت الراية لأنها تكون في أعلى الرمح والرمح هو آلة الطعن، صبح الأعشى 2/ 134. [3] انظر مرآة الزمان 8/ 711 و 714. [4] في الأصل بنا وعند النعيمي: «وجدد مسجد الدرداء»، الدارس 2/ 293. [5] هو مسجد دار السعادة، المصدر السابق ص 420. [6] يعرف سابقا بخان الزنجبيلي، كانت تباع فيه الخمور وترتكب فيه الفواحش فهدمه الملك الأشرف وبنى موضعه جامعا وسماه جامع التوبة. المصدر السابق ص 426 وانظر مفرج الكروب 5/ 143. [7] هو مسجد قديم على بابه قناه وموضوعه عند رأس زقاق سطرا فيه رؤوس الصحابة رضي الله عنهم، أنظر: الدارس 2/ 292 و 346. [8] جمع بئر وهي قرية يضاف إليها كورة من عوطة دمشق فيها عدة قرى خرج منها غير واحد من العلما، معجم البلدان 1/ 775. [9] بنى الملك الأشرف دارين للحديث هما: دار الحديث الجوانية جوار باب القلعة الشرقي، الدارس 1/ 19 ودار الحديث البرانية بسفح جبل قاسيون، المصدر السابق ص 47. [10] نسبة الى بانيها السلطان نور الدين محمود بن زنكي (511 - 569 هـ) وهو أول من بنى دارا للحديث بدمشق، المصدر السابق ص 99. [11] التكملة من مرآة الزمان 8/ 714. [12] الجفان: جمع جفنة وهي الآنية التي يوضع فيها الطعام. صبح الأعشى 2/ 138. [13] هو الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ويفسد فيها ولا تمسكه. لسان العرب 1/ 385 مادة ذرب.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 92