responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
وخمسين وخمسمائة بجزيرة ابني عمر [1]، وهم من أهلها، ومات في شعبان بالموصل رحمه الله تعالى.
وفيها مات أبو الرضىّ عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن ياسين ابن أبي البركات، سبط (5 ب) أبي القاسم يحيى بن علي بن فضلان [2]. قرأ الفقه على جده، ثم سافر الى الموصل، وقرأ على أبي حامد بن يونس، وأقام عنده مدّة، وحصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف فصار حسن المناظرة وعاد الى بغداد، وتولى الاعادة بالمدرسة النظامية، وولي النظر بديوان الزمام وعزل ثم رتب ناظر الوقف العام مدّة، ولم يزل كذلك الى أن مات.
وفيها مات أبو المحاسن، شرف الدين محمد بن نصر الله بن الحسين بن عنين [3] الأنصاري الكوفي الأصل، الدمشقي المولد، الشاعر المشهور، كان خاتمة الشعراء لم يكن في عصره مثله، ولم يكن شعره مع جودته مقصورا على معنى واحد. وكان غزير المادة من الأدب مطلعا على معظم أشعار العرب، وكان مولعا بالهجاء وثلب أعراض الناس، وله قصيدة طويلة جمع فيها خلقا من رؤساء الناس من أهل دمشق سمّاها: «مقراض الأعراض».
وكان السلطان صلاح الدين قد نفاه من دمشق بسبب وقوعه في الناس، فلمّا خرج منها عمل قوله: [الكامل]
فعلام أبعدتم أخا ثقة ... لم يجترم ذنبا ولا سرقا
إنفوا المؤذّن من بلادكم ... إن كان ينفى كلّ من صدقا
وطاف البلاد من الشام والعراق، والجزيرة، وأذربيجان، وخراسان، وغزنة ([4]

[1] نسبة الى ابني عمر، أوس وكامل التغلبي، المصدر السابق ص 350، وتعرف أيضا بجزيرة عمر ذكرها ياقوت في معجمه فقال عنها: «جزيرة ابن عمر بلدة فوق الموصل بينها ثلاثة أيام. . . وأحسب أن أول من عمرها الحسن بن عمر بن خطاب التغلبي».
[2] لم نقع على ترجمته في المصادر بين وفيات سنة 630 هـ‌ بل وجدنا ترجمة له بين وفيات 631 هـ‌ ولقد ورد اسمه في تلك المصادر: «أبو عبد الله محمد بن يحيى بن فضلان» راجع ترجمته في الوافي 5/ 200، الحوادث الجامعة ص 63، الشذرات 5/ 146، العسجد المسبوك ص 463.
[3] بعض المصادر تذكر ترجمته بين وفيات 633 هـ‌، أنظر: مرآة الزمان 8/ 696، المختصر في أخبار البشر 3/ 158، تاريخ ابن الوردي 2/ 240، والبعض الآخر ذكره بين وفيات سنة 630 هـ‌، أنظر: وفيات الأعيان 5/ 14، الوافي 5/ 122، مرآة الجنان 4/ 70، البداية والنهاية 13/ 137، العسجد المسبوك ص 456 - 457، الشذرات 5/ 140 وأنظر ترجمته مستوفاة في مقدمة ديوانه ص 3 - 16.
[4] تعرف «بغزنين» عند العلماء وتعرف ب‌ «خزنة» وهي مدينة شرقي أفغانستان على بعد 90 ميلا / 140 كلم جنوبي كابول، =
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست