اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 259
والمشروب، فيتناول منه بعد جهد مقدار حاجته وله أشياء غريبة أضربنا عن ذكرها خوف الإطالة.
وفيها في ليلة الخميس رابع عشر رمضان، مات الشيخ الإمام الفاضل، فتح الدين أبو العباس [1]، أحمد بن الشيخ جمال الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن أحمد عقيل ابن أبي الحوافر [2]، رئيس الأطباء بالديار المصرية ودفن بالقرافة بالقرب من الشيخ المجد الاخيمي وأبي بكر الخزرجي، وكانت جنازته (120 أ) مشهودة، وكان شيخا حسنا فاضلا، والحمام التي بمصر بالقرب من الجامع الجديد تنسب اليه.
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وستمائة
وفيها أرسل هولاكو بعض عساكره الى ماردين يحاصروها [3]، واستمر هو على حصار حلب فحصرها مدة عشرة أيام، ثم فتحها في المحرم [4] من هذه السنة واستأسر كل من بها وأخرب القلعة وأسوار المدينة، فلما بلغ ذلك الملك الناصر انقطع قلبه وجمع أمراءه واستشارهم فأشاروا عليه أن يرحل الى غزة ويكاتب ملك مصر ويستنصره وإذا حضرت العساكر يكون الملتقى. فجهز الناصر حريمه الى الديار المصرية [5]، فأضربت لذلك العساكر الشامية واحتمى كل منهم بأهله وعجز الناصر عن ردهم لتناقص حرمته.
وفيها قدم الى دمشق مقدم من مقدمي التتار يسمى السّيان [6]، وصحبته شخص [1] أبو الفتح في الوافي 7/ 178. [2] راجع ترجمته في المصدر السابق وفي طبقات الاطباء ص 585. [3] يذكر ابن شداد ان حصار ماردين كان بعد استيلاء هولاكو على حلب في جمادى الأولى سنة 658 هـ وحول أسباب هذا الحصار انظر الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2، ص 568، ابن العميد في:
B .E .O,T .XV,P .175
وتاريخ مختصر الدول ص 280 والحوادث الجامعة ص 342، جامع التواريخ ج 1 مج 2 ص 324 - 325. [4] يذكر ابن العميد في:
B .E .O,T .XV,P .171
إن فتح مدينة حلب عنوة كان في آخر المحرم سنة 658 هـ وأن أخذ قلعتها كان في العاشر من صفر، وفي السلوك ج 1 ق 2، ص 422 ما يشبه ذلك. أما أبو الفداء وابن تغري بردي فيشيران الى أن استيلاء هولاكو على حلب كان يوم الأحد تاسع صفر أنظر: المختصر 3/ 200 والنجوم الزاهرة 7/ 76، وحول ما جرى بحلب من قتل وفظائع عقب هذا الاستيلاء أنظر المصادر السابقة وأيضا في جامع التواريخ ج 1 مج 2، ص 306 - 307. [5] يذكر ابن العميد ان الملك الناصر جهز زوجته إبنة علاء الدين صاحب الروم وولده منها وإخوته وجواريهم ومعهم الأموال والجواهر على أن يسيرهم الى بعض القلاع التي بالشام ثم بدل رأيه بعد ذلك واستصحبم صحبته الى الديار المصرية. أنظر المصدر السابق ص 172. [6] بلبان السري، عند ابن العميد في المصدر السابق ص 173.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 259