اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 256
برزة [1]، وكتب [2] الى المظفر صاحب مصر والى المغيث صاحب الكرك. وكان الزين الحافظي لما قدم على هولاكو (118 أ) مع العزيز ابن الناصر، اتفق معه على أمور تظهر في أماكنها إن شاء الله تعالى. وبقي الملك الناصر كلما جمع أمراءه لمشورة يقول الملعون الزين الحافظي أي عساكر تقوى على ملتقى هولاكو وأي ملك بقي يقدر على مقاومته؟ فيوهم الملك الناصر وكذلك الأمراء إذا اجتمعوا وتحدثوا فيما بينهم يقول لهم الزين الحافظي: يا قوم ما أبصرتم ما أبصرت.
قال إيدغدي القراسنقري في تاريخه «نزهة الثمر على الشجر في تواريخ البشر» إنّ الأمراء القيمرية والأمراء العزيزية والأمير ركن الدين [بيبرس] [3] البندقداري والزين الحافظي والأمير نجم الدين أمير حاجب اجتمعوا وتحادثوا، فقال الملعون الزين الحافظي: يا قوم من قال إنه بقي ملك يقدر على مقابلة بعض عساكر الملك هولاكو ما له عقل، كيف وقد ملك سائر الأقاليم ولكن إن أردتم المصلحة اعملوا على مداراته والتقرب إليه والدخول في طاعته، عند ذلك صاح عليه الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري وضربه بالمقرعة وشتمه وقال: «أنتم سبب هلاك المسلمين» وساق فرسه الى خيمته، وأما الزين الحافظي فإنه توجه الى الملك الناصر وشكا إليه ما فعله به الأمير ركن الدين وقال: يا خوند هؤلاء قوم أطراف وأنت ملك ابن ملك ما قدرك وقدرهم واحد ومولانا يداري عن نفسه ويدخل تحت طاعة هذا الملك الذي قد أهلك الملوك وقتلهم وكسر العساكر وقتل الخليفة، وأخرب بغداد، فأوقع الرعب في قلب الملك (118 ب) الناصر. وكان قد اتفق هذا الملعون مع الملك هولاكو أنه يخذل العساكر ويسلم إليه الأعمال بغير قتال، والذي أوعده قام به، فبطل عزم الملك الناصر عن ملتقى هولاكو. وكان الناصر له بستان ظاهر دمشق يبيت فيه في أكثر الأوقات [4] فاتفق مماليكه [5] على قتله وإقامة رجل لملتقى هولاكو، فصبروا الى أن خرج الى البستان على جاري عادته فهجموا عليه [6]، فلما تحقق الأمر نزل من حائط البستان ودخل القلعة بالليل، ولما طلع [1] برزة: قرية من غوطة دمشق، معجم البلدان 1/ 563. [2] في النجوم الزاهرة 7/ 72: ان رسول الملك الناصر صاحب حلب الى سلطان مصر الملك المظفر قطز هو كمال الدين ابن العديم. [3] التكملة من السلوك ج 1 ق 2، ص 419. [4] عند ابن العميد ما يشبه ذلك، أنظر في:
B .E .O .,T .XV,P .170. [5] فاتفق جماعة من مماليكه الأمراء في المصدر السابق. [6] وهجموا البستان أول الليل في المصدر السابق وأيضا في السلوك ج 1 ق 2، ص 419 ما يشبه ذلك.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 256