اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 228
النار [1].
وفيها كان الغرق [2] العظيم ببغداد، هلك فيه خلق عظيم تحت الردم، وبقيت المراكب تمشي في أزقة البلد.
وفيها في رمضان احترق مسجد المدينة النبوية سائرة من مسرجة القيّم، وذهبت سقوفه، وذهب [3] بعض الأعمدة، واحترق سقف الحجرة الشريفة.
وفيها كانت وفاة [4] السلطان غياث الدين كيخسرو، وخلف من الأولاد ثلاثة، هم:
عز الدين كيكاوس، وركن الدين قليج أرسلان، وعلاء الدين كيقباذ. فلما مات والدهم استقروا في السلطنة ولم ينفرد بها أحد دون الآخر. وضربت السكة بأسمائهم مشتركة.
وخطب لهم جميعا. وكان والدهم قد فوّض ولاية عهده لابنه علاء الدين كيقباذ ابن كرجي خاتون، فاتفقوا على أن يتوجه هو الى منكو قان يطلب منه الصلح والهدنة ليكف عساكره ويمنع جيوشه.
وفيها استولوا التتار على قيسارية وأعمالها وما حولها، وصار لهم مسافة شهر من بلاد الروم، ثم أنهم أخربوا ذلك وعادوا الى بلادهم [5].
وفيها سار أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني قاصدا أعمال سلا، فلقيه أقوام من العربان المقيمين ببلد مراكش يقال لهم الدشم، لهم عدّة كثيرة، فالتقوا على واد يسمى أم ربيع وكان عبد الله اليعجوب ابن يعقوب على مقدمة الجيش، فكانت الكسرة عليه فرجعوا بنو مرين واستقروا بفاس أعواما، ثم شرعوا في قصد مرّاكش (101 ب) وضايقوها، وبها [1] تشابه في الايراد مع ما أورده الذهبي في دول الاسلام 2/ 158 والذي يبدو أن ابن دقماق أخذه عنه. [2] اورد ابن الفوطي وصفا مستفيضا عن غرق بغداد. انظر الحوادث الجامعة ص 317 - 319 عيون التواريخ 20/ 86 - 87، ذيل الروضتين ص 192، وقارن الشبه في الايراد مع ما أورده الذهبي في دول الاسلام 2/ 158. [3] سقطت في دول الاسلام 2/ 158، قارن الشبه في الايراد مع ما أورده الذهبي في المصدر ذاته الذي يبدو أن ابن دقماق أخذه عنه، وأنظر الخبر في السلوك ج 1 ق 2، ص 399 وذيل الروضتين ص 194، والحوادث الجامعة ص 316 وتاريخ ابن الوردي 2/ 381 وعيون التواريخ 20/ 92 وذيل مرآة الزمان 1/ 10. [4] ورد هذا الخبر متأخرا إذ أنه من المعروف أنّ السلطان غياث الدين كيخسرو توفي في سنة 643 هـ، أنظر:
Cl .Cahen :Art :(Kaykhusaw) PP .816 - 817. [5] في السلوك ج 1 ق 2، ما يشبه ذلك وحول خبر استيلاء التتار على قيسارية في هذه السنة أي 654 هـ فانه يبدو ان ابن دقماق والمقريزي قد وقعا في الخطأ لأن التتار استولوا عليها قبل ذلك التاريخ بعدة سنين، أنظر تاريخ مختصر الدول ص 252 والسلوك ص 400 حاشية رقم (1).
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 228