اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 223
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وستمائة
فيها عاد الملك الناصر داوود من الأنبار الى دمشق، فأقام بها بعد أن حبسه الملك الناصر يوسف بقلعة حمص ثلاث سنين، وبعث [1] به الى بغداد، ثم عاد الى دمشق وحج وعاد فأقام بالحلّة وكان قد جرى بين الحاج العراقي وبين أهل مكة فتنة [2]، فأصلح بينهم.
وفيها أرسل الناصر يوسف عساكر [الى جبهة ديار مصر] [3] وصحبتهم البحرية الذين كانوا قصدوه من مصر عند قتل الفارس أقطاي، وهم: الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي، وعز الدين أزدمر السيفي، وشمس الدين سنقر الألفي الرومي، وشمس الدين سنقر الأشقر، وبدر الدين بيسرى، وقلاوون الألفي، وبلبان المسعودي، وركن الدين بيبرس البندقداري، وجماعة من البحرية وجماعة من مماليك الفارس أقطاي [4].
وفيها عزل [5] القاضي بدر الدين السنجاري عن القضاء، وتولاه القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز.
وفيها عصى بصعيد مصر الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي وتظاهر بالعصيان وجمع جماعة من العربان ووافقه الشريف، حصن الدين ابن ثعلب [6]، واعتمدوا نهب البلاد ووضعوا أيديهم في الأموال فأخذوها وجبوا الجزية (99 أ) فاقتضى الحال إرسال الصاحب شرف الدين الفائزي الوزير ليتدارك الخلل، وجرد معه جماعة من العسكر وأمروا له بالطاعة.
فتحيل على الشريف حصن الدين فأمسكه وأحضره الى القلعة فاعتقل بها، ثم الى ثغر الاسكندرية، فاعتقل في جب تحت الأرض يعرف الى الآن بجب الشريف وظل به إلى أن كان [1] عند أبي الفداء أنّ الملك الناصر داوود طلب من الملك الناصر يوسف دستورا الى العراق لاسترجاع وديعته من الجواهر عند الخليفة. أنظر المختصر 3/ 191 وبتوسع أكثر في السلوك ج 1 ق 2، ص 397. [2] في أخبار مكة المشرفة 2/ 269 انه في سنة 653 هـ كادت أن تقع الفتن بين أهل مكة والركب العراقي فسكن الفتنة الملك الناصر داوود بعد أن اجتمع بأمير مكة وأحضره الى أمير الحاج مذعنا بالطاعة فرضي أمير الحاج وخلع عليه وزاده على ما جرت به العادة من الرسم وقضى الناس حجهم وهم داعون للملك الناصر شاكرون صنعه. [3] التكملة من السلوك ج 1 ق 2، ص 396. [4] في السلوك ج 1 ق 2، ص 396 ما يشبه ذلك وأيضا في عيون التواريخ 20/ 81 - 82. [5] يورد المقريزي خبر العزل في سنة 654 هـ انظر المصدر السابق. [6] ورد اسمه سابقا في سياق احداث سنة 652 هـ عندما قام بثورته في بلاد الصعيد على الملك المعز والتي انتهت كما مر معنا بأسره. ومن الواضح أن ابن دقماق وقع في الخطأ فخلط بين الروايتين ومما يؤكد ذلك هو عدم وجود اسم للشريف ابن ثعلب فيما أورده المقريزي عن ثورة الأمير عز الدين أيبك الصالحي. أنظر السلوك ج 1 ق 2، ص 396.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 223