اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 131
وفيها كانت وقعة [1] بين الحلبيين والخوارزمية، وكان صاحب حمص [2] مع الخوارزمية، فقصدوا حلب، ونزلوا على وادي [3] بزاعة في خمسة [4] آلاف فارس، فخرج اليهم عسكر حلب في ألف وخمسمائة فارس، فكسروهم كسرة عظيمة وأخذوا أموالهم ونهبوا أثقالهم وساقوا الى حيلان [5]، وقطعوا الماء عن حلب وضايقوهم، ثم عادوا الى منبج [6] فنهبوها وقتلوا أهلها، وفضحوا النساء، وعادوا الى حرّان. وكان الملك المنصور صاحب حمص نازلا على شيزر [7]، فاستدعاه الحلبيون، فجاء الى حلب ونزل بظاهرها ومعه عسكر حمص وحلب.
وفيها سلم الملك الحافظ [8] قلعة جعبر [9] الى الحلبيين وعوّضوه عزاز [10]، وكان قد ضربه الفالج، وكان ولده قد مضى الى الخوارزمية يطلب عسكرا ليحاصره، فخاف، فجاء الى حلب [11].
وفيها ظهر بالروم رجل تركماني يقال له البابا، وادعى النبوة، وكان يقول: «قولوا لا إله إلا الله البابا ولي الله» واجتمع إليه خلق كثير، فجهز اليه صاحب الروم جيشا، فالتقوا، فقتل بينهم أربعة آلاف رجل وقتل البابا [12]. [1] أنظر خبر هذه الوقعة في: زبدة الحلب 3/ 249 - 253، مرآة الزمان 8/ 735، مفرج الكروب 5/ 282 - 284. [2] هو الملك الصالح بن الملك المجاهد صاحب حمص، في مفرج الكروب 5/ 282. [3] في الأصل: باب، التصويب من زبدة الحلب 3/ 250 ومفرج الكروب 5/ 282. وبزاعة هي بلدة من أعمال حلب في وادي بين منبج وحلب. معجم البلدان 1/ 603. [4] اثني عشر ألف فارس في زبدة الحلب ومفرج الكروب. [5] حيلان: من قرى حلب تخرج منها عين فوارة كثيرة الماء تسيح الى حلب وتدخل إليها من قناة وتتفرق الى الجامع والى جميع مدينة حلب. معجم البلدان 2/ 382. [6] منبج: هي مدينة كبيرة بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ وهذه المدينة كانت تتبع صاحب حلب في عصر ياقوت الحموي، انظر معجم البلدان 4/ 655. [7] شيزر: هي قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة وتعد من أعمال حمص، معجم البلدان 3/ 353. [8] الحافظ أرسلان ابن الملك العادل في زبدة الحلب 3/ 248. [9] قلعة جعبر: تقع على الفرات مقابل صفين، وكانت تعرف أولا بدوسر فتملكها رجل من بني نمير يقال له جعبر بن مالك فغلب عليها فنسبت اليه. معجم البلدان 4/ 164. [10] عزاز: هي بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم. المصدر السابق 3/ 667. [11] تشابه في الايراد مع ابن الجوزي، قارن في مرآة الزمان 8/ 733، وحول تفاصيل تسليم الملك الحافظ لقلعة جعبر انظر زبدة الحلب 3/ 248 - 249، مفرج الكروب 5/ 279. [12] تشابه في الإيراد مع ابن الجوزي، قارن في مرآة الزمان 8/ 733، وانظر تفاصيل ذلك في تاريخ مختصر الدول ص 251، والسلوك ج 1 ق 2 ص 307.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 131