responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
الناصر داوود ذلك ركب بعساكر الكرك وكبس الملك الصالح نجم الدين أيوب فأخذه أسير ذليل [1] وأخذ جميع ما كان معه، ومسك كل من معه وتوجه الى الكرك، فحبسه بها [2]. فلما بلغ العادل ذلك سرّ به سرورا عظيما وأظهر الفرح، وعمل سماطا [3] في الميدان الأسود الذي تحت (35 ب) قلعة الجبل، وعمل قصور حلاوة، وملأ أحواض سكر وليمو [4] وعمل ألف وخمسمائة رأس غنم شواء ومثلها أطعمة، وقيل أنه أصرف في المهم خمسة [5] آلاف أبلوج سكر، وأمر لسائر الناس بحضور الطعام، ونادى [6] بذلك في العوام، فحضروا [7] الناس وأكلوا وحملوا ولم يمنع أحد [8]، وكان ذلك المهم مهول [9]، فلمّا فعل ذلك، بلغ السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب جميع ما اتفق.
وفيها أرسل السلطان الملك العادل إلى عند ابن عمه السلطان الملك الناصر داوود يسأله أن يرسل اليه الملك الصالح نجم الدين أيوب في قفص حديد ويعطيه عوضه أربعمائة ألف دينار، ويأخذ دمشق من عمه الصالح اسماعيل ويعطيه إياها وحلف على ذلك إيمانا عظيمة فلمّا وصل الكتاب الى عند الناصر داوود وفهم ما فيه حضر بنفسه الى عند ابن عمه الملك الصالح نجم الدين وأوقفه على الكتب [10] التي حضرت من عند أخيه العادل وعرّفه جميع ما سأل فيه، وأحضر القاصد الذي حضر بالكتب، ثم أنّ الناصر داوود كتب جواب الكتب للملك العادل يقول: وصل كتاب السلطان وهو يطلب أخيه [11] الى عنده في قفص حديد وأنك تعطيني أربعمائة ألف دينار مصرية وتأخذ دمشق ممن هي بيده وتعطيني إياها، فأما الذهب فهو عندك

[1] كذا في الأصل والصواب أسيرا ذليلا، وحول تفاصيل تسيير الملك الصالح نجم الدين أيوب الى الكرك وما تعرض له أنظر مرآة الزمان 8/ 726 - 727، النجوم الزاهرة 6/ 307 - 310، السلوك ج 1 ق 2، ص 389.
[2] يذكر ابن واصل أنّ الملك نجم الدين أيوب وصل الى الكرك وأنزل بقلعتها في دار السلطنة وان الملك الناصر داوود قام بتكريمه. راجع مفرج الكروب 5/ 240 - 241.
[3] في الأصل سماط، والسماط والذي يبسط ويوضع الطعام عليه. محيط المحيط ص 427.
[4] في السلوك ج 1 - ق 2، ص 290 ليمون. «وليمو» كلمة صحيحة تطلق على نوع من الليمون الحلو عند المغاربة.
[5] ألف وخمسمائة أبلوجة سكر، في المصدر السابق وألف قنطار سكر عند ابن العميد في:
B .E .O .T .XV .P .147 .
[6] في الأصل: نادا.
[7] كذا في الأصل والصواب فحضر.
[8] كذا في الأصل والصواب أحدا.
[9] كذا في الأصل والصواب مهولا، وحول تفاصيل هذا الاحتفال راجع ابن العميد في. B .E .O .T .XV .P .147 : ومفرج الكروب 5/ 244، السلوك ج 1 ق 2 ص 290.
[10] الأصح ذكر عبارة «الكتاب» بدلا من الكتب كما يتضح من سياق المعنى في مطلع الخبر.
[11] كذا في الأصل والصواب أخاه.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست