اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 109
ببعض العساكر إلى ظاهر القاهرة، فكاتب الجواد الملك الصالح نجم الدين أيوب بالشرق يسأله أن يتصدق عليه بسنجار وأعمالها ويأخذ دمشق. فلما وصل الكتاب الى الصالح أجابه الى ما سأله وحضر الى دمشق [1]، وأرسل الجواد له نائب [2] يتسلم سنجار، وتسلم الصالح دمشق وأقام بها ورتب له نواب [3] على بقية أعمال دمشق، ورتب له بأعمال الشرق نواب [4] يعتمد عليهم.
ذكر سبب اتصال الخوارزمية بالملك الصالح نجم الدين أيوب، وذلك لما كسرت عساكر السلطان خوارزم شاه، وجرى عليه ما قدره الله تعالى، تفرقوا فحضر جماعة منهم الى حصن كيفا وبه السلطان الملك الصالح، وكانوا جماعة كثيرة، فأقطعهم السلطان حرّان وأعمالها والرّها وأعمالها والرّقة [5] وأعمالها، واستقر ذلك بأيديهم [6].
وفيها (34 ب) هرب جماعة من أمراء مصر الى الشام الى عند الملك الصالح نجم الدين أيوب، وهم: الأمير علاء الدين ابن الأمير فخر الدين عثمان أستادار [7] العالية، والأمير علاء الدين ابن الشهاب أحمد، والأمير عز الدين أيبك الكردي العادلي، والأمير عز الدين قضيب البان العادلي، والأمير شمس الدين سنقر الدنيسري الكاملي، والأمير عز الدين بلبان المجاهدي، والأمير حسام الدين لؤلؤ المسعودي، والأمير سيف الدين سبطر [8] الخوارزمي، وجماعة عدتهم سبع عشرة أمير [9] خارجا عن اتباعهم، وخارجا عمن هرب من مقدمي الحلقة [10] والمماليك السلطانية [11]. وخرجوا من الديار المصرية على حمية وتوجهوا الى [1] يورد كل من ابن العميد وابن واصل خبر وصول الملك الصالح نجم الدين أيوب الى دمشق في جمادى الآخرة سنة 636 هـ. راجع تفاصيل ذلك عند ابن العميد في المصدر السابق. ومفرج الكروب 5/ 203. [2] كذا في الأصل والصواب نائبا. [3] كذا في الأصل والصواب نوابا. [4] كذا في الأصل والصواب نوابا. [5] الرّقة: هي مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حرّان ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة لأنها من جانب الفرات الشرقي، معجم البلدان 2/ 802. [6] أنظر خبر ذلك في مفرج الكروب 5/ 133 - 135. [7] أستادار العالية، المقصود هنا السيد أو الكبير، وهو غير مفهوم كلمة الاستدارية وهو لقب الذي يتولى قبض مال السلطان أو الأمير. أنظر صبح الأعشى 5/ 457. [8] في السلوك ج 1 ق 2، ص 281 «بشطر»، وعند ابن العميد: «سنقر». [9] كذا في الأصل والصواب سبعة عشر أميرا. [10] مقدمي الحلقة: هم فئة من الأمراء كانت لهم إمرة على أربعين نفسا من جنود الحلقة. أنظر صبح الأعشى 4/ 16. [11] المماليك السلطانية هم فئة من أعظم الأجناد شأنا وأرفعهم قدرا وأشدهم الى السلطان قربا وأوفرهم إقطاعا ومنهم تؤمر الأمراء رتبة بعد رتبة. صبح الأعشى 4/ 15.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 109