اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي الجزء : 1 صفحة : 56
وكان في زمانها عجوز ساحرة من بنات السحرة تسمّى تذورة [1]، فقالت لها دلوكة الملكة: إعملي لنا بربا [2] تمنع عنّا الأعداء. فقالت: نعم، على شرط أنكن تتزوّجن بعبيدكنّ وأجرائكن [3]. ولا تقطعوا النسل، فقطعن ذلك على شرط أن لا يفعلوا شيئا إلاّ بمؤامرتهنّ في ذلك. وبقيت سنّة في القبط إلى يوم القيامة، فعند ذلك عملت [4] لهم بربا بمنف، وصوّرت فيها جميع أصناف الناس إن جاؤوا على خيل أو على جمال أو دوابّ أو رجّالة أو في مراكب من أيّ جهة كان [5]، وجعلت عليها حرّاسا ينظرون إلى الصّور بالنّوبة، فإذا قصد مصر عدوّ على صفة من هذه الصفات تحرّكت الصور التي تشبه العدوّ، فيعمدوا إليها يقطعوا رؤوسهم [6] وأيديهم وأرجلهم بالسيوف، ويفقّوا [7] أعينهم بالرماح، فيصيب ذلك بالعدوّ وهو في مكانه.
فاستمرّت مصر ممتنعة بتدبير العجوز تدوره أربع ماية سنة [8].
فملكتهم دلوكة بنت زبّا عشرين سنة وهلكت [9].
فبلغ صبيّ من أبناء القبط الأكابر يقال له دركون بن بلطوبس [10] فملّكوه عليهم. ثم مات [11].
فاستخلف ولده توذش [12]، ثم هلك [13]. [1] في حسن المحاضرة 1/ 20 «يذورة». وفي فتوح مصر، ومعجم البلدان: «تدورة». [2] في حسن المحاضرة 1/ 20 «رباء من حجارة». والبرابي: جمع بربي، كلمة قبطية تعني موضع العبادة أو البناء المحكم أو موضع السحر. قال ابن فضل الله العمري إنها تشتمل على جميع أشكال الفلك. وانظر: صبح الأعشى 3/ 323. [3] في الأصل: «وأجراكن». [4] في الأصل: «عمل». [5] الصواب: «كانت». [6] في الأصل: «روسهم». [7] الصواب: «ويفقأوا». [8] حسن المحاضرة 1/ 21. [9] فتوح مصر 88 - 90، حسن المحاضرة 1/ 20، 21. [10] في فتوح مصر 90، وحسن المحاضرة 1/ 59 «دركوس بن بلطيوس» وفي المواعظ والاعتبار: «دركوس بن بلوطس»، ومثله في: نهاية الأرب:15/ 139، وفي صبح الأعشى 3/ 416 «دركون بن بطلوس». [11] فتوح مصر 90، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 139، صبح الأعشى 3/ 416، النجوم الزاهرة 1/ 59، حسن المحاضرة 1/ 21. [12] في فتوح مصر: «بورس»، وفي نهاية الأرب: «بورش»، وفي صبح الأعشى: «تودس». [13] فتوح مصر 90، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 139، صبح الأعشى 3/ 416، النجوم الزاهرة 1/ 59، حسن المحاضرة 1/ 21.
اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي الجزء : 1 صفحة : 56