responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي    الجزء : 1  صفحة : 48
يوسف عليه السلام العمّالين فحفروا خليج المنهى [1] من أعلى أشمون إلى اللاهون [2]، وحفر مكان القنطرة، وأمر البنّائين أن يبنوا قنطرة اللاهون.
وحفر خليج الفيّوم [3] وهو الخليج الشرقي [4].
وحفر خليجا بقرية يقال لها تنهمت من قرى الفيّوم، وهو الخليج الغربيّ، فخرج ماؤها من الخليج الشرقيّ يصبّ في النيل، وخرج من الغربيّ يصبّ في صحراء تنهمت إلى الغرب. وهي الآن بحيرة يصاد منها السمك البلطيّ، فلم يبق في الجوبة ماء. ثم أدخل الفعلة لقطع ما فيها من القصب والطرفاء، ففعلوا ذلك، وأخرجه منها. وكان في ابتداء جري النيل، وقد صارت الجوبة أرضا نقيّة تربة [5]، فارتفع ماء النيل عليها، فدخل من رأس المنهى يجري فيه حتى انتهى إلى اللاهون، فوجد القنطرة والسدّ، فتحوّل الماء [و] دخل خليج الفيّوم فسقاها، فصارت لجّة من ماء النيل، فعند ذلك خرج إليها الملك ووزراؤه يبصرونها فتعجّب منها. وكان ذلك كلّه في سبعين يوما، فلما نظر إليها الملك قال لوزرائه: هذا عمل ألف يوم. وأقامت تزرع كما تزرع كور مصر، فسمّيت الفيّوم [6].
ثم إن الملك أمر يوسف أن ينقل إليها من كل كورة من كور مصر أهل بيت، وأمر أهل كلّ بيت أن يبنوا لهم بيوتا لأنفسهم قرية، فبنوا وسكنوها، وسمّيت كل قرية باسم الذي نزل بها وبناها. فكانت قرى الفيّوم على عدد كور مصر، فلما فرغوا من البناء صيّر لهم من الماء شربا بقدر ما يحتاجوا [7] إليه ليسقي أرضهم، لا يكون زيادة في ذلك ولا نقصانا [8] في زمان لا ينالهم الماء إلاّ فيه، وعمل مطاطيا للمرتفع، ومرتفعا للواطي بأوقات من الساعات في الليل والنهار وصيّرها قضبانا، فلا يقصر بأحد دون حقّه، ولا يزاد فوق قدره. فقال فرعون: هذا من ملكوت السماء؟ فقال يوسف عليه السلام: نعم.
ثم بنا [9] قرية يقال لها شبانة [10]، وهي التي كانت بنت الريّان تنزلها، ومن يومئذ أحدثت الهندسة ولم يكن الناس يعرفونها قبل ذلك [11].

[1] مروج الذهب 1/ 345، النجوم الزاهرة 1/ 56.
[2] النجوم الزاهرة 1/ 56.
[3] مروج الذهب 1/ 345.
[4] مروج الذهب 1/ 352.
[5] في حسن المحاضرة 1/ 16 «فصارت الحوبة أرضا برّية».
[6] فتوح مصر 69، 70، حسن المحاضرة 1/ 16.
[7] الصواب: «يحتاجون».
[8] الصواب: «نقصان».
[9] الصواب: «بنى».
[10] في فتوح مصر 71 «شنانة»، وفي حسن المحاضرة 1/ 16 «شانه».
[11] فتوح مصر 71، حسن المحاضرة 1/ 16 وفيه: «ومن يومئذ أخذت الهندسة».
اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست