اسم الکتاب : نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس المؤلف : الإتليدي الجزء : 1 صفحة : 224
المأمون ومدعي النبوة
ويحكى أنه تنبأ رجل في أيام المأمون، فقل ليحيى بن أكثم القاضي: يا يحيى امض بنا مستترين حتى ننظر إلى هذا المتنبي وإلى دعواه.
فركبا في الليل مستترين ومعهما خادم حتى صارا إلى بابه وكان مستراً بثوبه، فاستأذنا عليه فخرج إليهما، فقال: من أنتما؟ فقالا: رجلان يريدان أن يسلما على يديك.
قال: ادخلا. فدخلا وجلس المأمون عن يمينه، يحيى عن يساره، فقال المأمون: إلى من بعثت؟ قال: إلى الناس كافة.
قال: أفيوحى إليك، أم ترى في المنام، أم ينفث في قلبك؟ قال: بل أناجي وأكلم قال: ومن يأتيك؟ قال: جبريل.
قال: فمتى كان عندك؟ قال: الساعة قبل أن تأتياني بساعة.
قال: فما أوحى إليك؟ قال: أوحى إلي أنه سيدخل عليك رجلان فيجلس أحدهما عن يمينك، والآخر عن يسارك، والذي يجلس عن يسارك ألوط خلق الله تعالى.
فقال له المأمون: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وكان يحيى يعزى إلى ما قاله عنه المتنبي.
أبو نواس والغلام الجميل والقاضي
دخل أبو نواس على القاضي يحيى بن أكثم ودخل معه غلام جميل الوجه. فقال الغلام: هذا مر علي وقبلني كرهاً.
ففتن به القاضي، فأنشد يقول:
إذا كنت للتخميش والبوس كارهاً ... فلا تدخل الأسواق إلا منقبا
ولا تظهر الأصداغ منم تحت طرةٍ ... وتشهر منها فوق خديك عقربا
فلما سمع الغلام، أنشأ يقول:
لقد كنت أرجو أن أرى العدل بيننا ... فأعقبني بعد الرجاء قنوط
متى تصلح الدنيا ويصلح أهلها ... إذا كان قاضي المسلمين يلوط
اسم الکتاب : نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس المؤلف : الإتليدي الجزء : 1 صفحة : 224